responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 250

أراد أن يصعد بسط الاسدان له ذراعيهما كذا فى أنوار التنزيل و المدارك و اذا وضع رجله على الدرجة السفلى يستدير الكرسى بما فيه دوران الرحى و ينشر النسران و الطاوسان أجنحتهما و يبسط الاسدان ذراعيهما و يضربان الارض بأذنابهما و كذا يفعلان فى كل درجة يصعدها فاذا استوى بأعلاه أخذ النسران تاجه فوضعاه على رأسه و اذا قعد أظله النسران بأجنحتهما ثم يستدير الكرسى بما فيه و النسران و الطاوسان و الاسدان ينضحان على رأسه المسك و العنبر ثم يتناول حمامة من ذهب فيه التوراة فيفتحها سليمان فيقرأها على الناس و كان التصوير مباحا حينئذ كذا فى المدارك و يجلس علماء بنى اسرائيل على كراسى الذهب و عظماء الجنّ على كراسى الفضة و يتقدّم الناس إليه للقضاء و اذا دعا بالبينات و تقدّمت الشهود لاقامة الشهادات دار الكرسى بما فيه دوران الرحى و الذي يدير الكرسى تنين عظيم من ذهب فاذا دار الكرسى بسط الاسدان أيديهما يضربان الارض بأذنابهما و ينشر النسران و الطاوسان أجنحتهما فتفزع الشهود فلا يشهدون الا بالحق* و هذا شأن كرسى سليمان و عجائبه و هو مما عمله صخر الجنى* و فى المدارك روى أن افريدون جاء ليصعد كرسيه فلما دنا ضرب الاسدان ساقه فكسراها فلم يجترئ أحد بعده أن يدنو منه* و فى رواية لما مات سليمان أخذ ذلك الكرسى بخت نصر فأراد أن يصعد عليه و لم يكن له علم بالصعود عليه فلما وضع قدمه على الدرجة رفع الا سديده اليمنى و ضرب ساقه ودق قدمه فلم يزل يتوجع منها حتى مات و بقى الكرسى بانطاكية حتى غزا أكداس ابن كداس فهزم خليفة بخت نصر و ردّ الكرسى الى بيت المقدس فلم يستطع أحد من الملوك الجلوس عليه و الاستمتاع به فوضع تحت الصخرة و غاب فلا يعرف له خبر و لا أثر و لا يدرى أين هو*

سبب سلب ملك سليمان‌

و فى معالم التنزيل كان سبب سلب ملك سليمان ما ذكره محمد بن اسحاق و غيره عن وهب بن منبه أنه قال لما سمع سليمان بمدينة فى جزيرة من جزائر البحر يقال لها صيدون بها ملك عظيم الشأن لم يكن للناس إليه سبيل لمكانه فى البحر و كان اللّه قد آتى سليمان فى ملكه سلطانا لا يمتنع عليه شي‌ء فى برّ و لا بحر الا يركب إليه الريح فخرج الى تلك المدينة تحمله الريح على ظهر الماء حتى نزل بها بجنوده من الجنّ و الانس فقتل ملكها و استأصل ما فيها و أصاب بنتا لذلك الملك يقال لها جرادة لم ير مثلها حسنا و لا جمالا فاصطفاها لنفسه و دعاها الى الاسلام فأسلمت على جفاء منها و قلة وفق و أحبها حبا لم يحبه شيئا من نسائه و كانت على منزلتها عنده لا يذهب حزنها و لا يرقأ دمعها فشق ذلك على سليمان فقال لها و يحك ما هذا الحزن الذي لا يذهب و الدمع الذي لا يرقأ قالت انى أذكر أبى و اذكر ملكه و أذكر ما كان فيه و ما أصابنى فيحزننى ذلك فقال سليمان قد أبدلك اللّه به ملكا هو أعظم من ملكه و سلطانا هو أعظم من سلطانه و هداك للاسلام و هو خير من ذلك كله قالت انه كذلك و لكنى اذا ذكرته أصابنى ما ترى من الحزن فلو أنك أمرت الشياطين فصوّروا صورته فى دارى التي أنا فيها أراها بكرة و عشيا لرجوت أن يذهب ذلك حزنى و أن أتسلى برؤيته عن بعض ما أجد فى نفسى فأمر سليمان (عليه السلام) الشياطين فقال مثلوا لها صورة أبيها فى دارها حتى لا تنكر منه شيئا فمثلوها لها حتى نظرت الى أبيها بعينه الا انه لا روح فيه فعمدت إليه حين صنعوه فأزرته و قمصته و عممته بمثل ثيابه التي كان يلبس ثم كانت اذا خرج سليمان من دارها تغدو إليه فى ولائدها حتى تسجد له و يسجدون له كما كانت تصنع به فى ملكه و تروح كل عشية و صباح بمثل ذلك و سليمان لا يعلم بشي‌ء من ذلك أربعين صباحا و بلغ ذلك آصف بن برخيا و كان صدّيقا و كان لا يردّ عن أبواب سليمان أىّ وقت أراد دخول بيت من بيوته دخل كان حاضرا سليمان أو كان غائبا فأتاه فقال يا نبىّ اللّه كبر سنى و دق عظمى و نفد عمرى و قد حان منى ذهاب أيامى و قد أحببت أن أقوم مقاما قبل الموت أذكر فيه ما مضى من أنبياء اللّه و اثنى عليهم بعلمى فيهم و أعلم الناس بما كانوا يجهلون من كثير

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست