نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 629
و فاز من لاذ به و استرحمه* * * يومئذ إذ هو يوم المرحمة
المسلمون، و الغمغمة: الأصوات التي لا تفهم من اختلاطها، و النهيت مكبرا: صوت الصدر، و الهمهمة:
الكلام الخفيّ.
*** ثمّ أراد الناظم أن يذكر بعض مظاهر شفقة نبينا نبي الرحمة (صلى اللّه عليه و سلم)، بقبول من استجار به في ذلك اليوم مع القدرة عليه، و عظيم ما صدر منه من جناية فقال:
(و فاز من لاذ) أي: لجأ (به، و استرحمه) أي: طلب رحمته و عطفه (يومئذ) أي: يوم الفتح لمكة (إذ هو) أي:
ذلك اليوم (يوم المرحمة)[1] لقريش، أعزّها اللّه فيه.
و اعلم: أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، كان قد عهد إلى أمرائه حين أمرهم بدخول مكة، أن لا يقاتلوا إلّا من قاتلهم إلّا نفرا سمّاهم؛ فإنّهم يقتلون و لو وجدوا تحت أستار
[1] هذا اليوم سمّاه بذلك رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و ذلك أنّ الكتائب لمّا كانت تمر يوم الفتح بأبي سفيان .. فأقبلت كتيبة لم ير مثلها، فقال: من هذه؟ قال العباس: هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة بيده الراية، فقال سعد لأبي سفيان: اليوم يوم الملحمة أي: يوم الحرب، أو يوم القتال- اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذلّ اللّه قريشا، فقال أبو سفيان لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): أمرت بقتل قومك؟ قال: «لا» فذكر له قول سعد، فقال: «يا أبا سفيان؛ اليوم يوم المرحمة، اليوم يعز فيه اللّه تعالى قريشا» و أرسل إلى سعد، فأخذ الراية من يده، فدفعها إلى ابنه قيس، و رأى (صلى اللّه عليه و سلم) أنّ اللواء لم يخرج عنه؛ إذ صار لابنه.
نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 629