نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 71
الناس عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) تلك الجولة يوم أحد، تنحيت فقلت: أذود عن نفسي فإما أن أستشهد و إما أن أنجو حتى ألقى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، فبينا أنا كذلك إذا برجل مخمر الوجه لا أدري [1] من هو، فأقبل المشركون حتى قلت قد ركبوه، ملأ يده من الحصباء ثم رمى به في وجوههم فتنكبوا على أعقابهم القهقرى حتى يأتوا الجبل، ففعل ذلك مرارا و لا أدري من هو، و بيني و بينه المقداد بن الأسود، فبينا أنا أريد أن أسأل المقداد عنه إذ قال المقداد: يا سعد! هذا رسول اللَّه يدعوك، فقلت:
و أين هو؟ [فأشار المقداد] [2] إليه، فقمت و كأني لم يصبني شيء من أذى، فقال: أين كنت اليوم يا سعد؟ فقلت: حيث رأيت يا رسول اللَّه، فأجلسني أمامه فجعلت أرمي و أقول: اللَّهمّ سهمك فارم به عدوك، و رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يقول: اللَّهمّ استجب لسعد، اللَّهمّ سدد رميته، [إيها سعد] [2] فداك أبي و أمي، فما من سهم أرمي به إلا قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): اللَّهمّ سدد رميته و أجب دعوته إيها سعد، حتى فرغت من كنانتي، نثر رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) ما في كنانته، فنبلني سهما نضيا، قال: و هو الّذي قد ريش، و كان أشد من غيره.
قال الزهري:
إن السهام التي رمى بها سعد يومئذ كانت ألف سهم [3]. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم [و لم يخرجاه] [2].
و للبزار من حديث يونس بن أرقم، حدثنا الأعمش عن سماك بن حرب، عن ابن عباس أن عليا ناول النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) التراب فرمى به في وجوه المشركين يوم حنين.
[1] كذا في (خ)، و في (المستدرك): «فحمر وجهه ما أدري».