متفق عليه [2] و ذلك أن المتقين هم أولياء اللَّه تعالى، كما قال عزّ من قائل: أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَ كانُوا يَتَّقُونَ[3]، فأولياء اللَّه تعالى أولياء رسوله (صلى اللَّه عليه و سلم).
تم بحمد اللَّه تعالى الجزء الخامس و يليه الجزء السادس و أوله: «فصل في ذكر ذرية رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)».
[ ()] و رئيت فيها النضارة، فأثمرت المحبة و الصفاء، و إذا تركت بغير سقى يبست و بطلت منفعتها، فلا تثمر إلا البغضاء و الجفاء، و منه قولهم سنة جماد لا مطر فيها، و ناقة جماد أي لا لبن فيها.
و جوّز الخطابي أن يكون معنى
قوله: أبلها ببلالها، في الآخرة،
أي أشفع لها يوم القيامة، و تعقبه الداوديّ بأن سياق الحديث يؤذن بأن المراد ما يصلهم به في الدنيا، و يؤيده
ما أخرجه مسلم من طريق موسى بن طلحة عن أبى هريرة قال: لما نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ دعا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قريشا فاجتمعوا، فعمّ و خصّ- إلى أن قال-: يا فاطمة أنقذى نفسك من النار، فإنّي لا أملك لكم من اللَّه شيئا، غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها،
و أصله عند البخاري بدون هذه الزيادة.
و قال الطيبي: في
قوله: «ببلالها»
مبالغه بديعة، و هي مثل قوله تعالى: إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها أي زلزالها الشديد الّذي لا شيء فوقه، فالمعنى: أبلها بما اشتهر و شاع، بحيث لا أترك منه شيئا. (فتح الباري): 10/ 513- 518 مختصرا.
و أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب (93) موالاة المؤمنين و مقاطعة غيرهم و البراء منهم، حديث رقم (215).
أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب (5) قول النبي (صلى اللَّه عليه و سلم): لو كنت متخذا خليلا، حديث رقم (3662)، و لفظه: حدثنا معلى بن أسد، حدثنا عبد العزيز بن المختار، قال خالد الحذّاء:
حدثنا عن أبى عثمان قال: حدثني عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه أن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحبّ إليك؟ قال: عائشة. فقلت: من الرجال؟ قال: أبوها، قلت ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب، فعدّ رجالا. و أخرجه في كتاب المغازي، باب (64) غزوة ذات السلاسل،
و هي غزوة لخم و جذام، و زاد في آخره: فسكتّ مخافة أن يجعلني في آخرهم.