نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 361
و مات الحسن بالمدينة في ربيع الأول سنة خمس، و قيل: في سنة تسع و أربعين، و قيل سنة إحدى و خمسين [1]، و دفن بالبقيع، و اتهمت زوجته جعدة بنت الأحنف ابن قيس الكندي أنها سمته بتدسيس معاوية [2]، حتى بايع لابنه يزيد، و كان سنة يوم مات ستا و أربعين سنة، و قيل: سبعا و أربعين سنة.
و كان أشبههم برسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و أحبهم إليه، و كان رحيما ورعا فاضلا، دعي ورعه و فضله إلى ترك ملك الدنيا رغبة فيما عند اللَّه، و رأى ذلك خيرا من إراقة الدماء في طلبها، و إن كان عند نفسه أحق بها من معاوية [3]، و
قال: و اللَّه ما أحببت منذ علمت ما ينفعني و يضرني أنا إلى أمر أمة محمد، على أن يهراق في ذلك محجمة [4] دم.
و حفظ الحسن عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أحاديث و رواها عنه [5]، و لم يتكلم بفحش قط، و حج خمس عشرة حجة ماشيا، و خرج من ماله مرتين، و قاسم اللَّه ماله ثلاث مرات، حتى إن كان ليعطي نعلا و يمسك نعلا، و يعطي خفّا و يمسك خفّا، و فضائله كثيرة، و كان له من الولد: الحسن بن الحسن، و فيه العدد و البيت [6]، و زيد، و له عقب كثير [7]، و عمرو، و الحسين، و القاسم، و أبو بكر، و طلحة [8]، و عبد الرحمن، و عبد اللَّه، و محمد، و جعفر، و حمزة، لا
[1] قال ابن عبد البر: كانت سنه يوم مات ستا و أربعين سنة، و قيل: سبعا و أربعين. (المرجع السابق): 389.
[2] في هوامش (الاستيعاب): نسبة السم إلى معاوية غير صحيحة، لما ينقل في (تاريخ ابن خلدون):
إن ما ينقل من أن معاوية دسّ السم مع زوجته جعدة بنت الأحنف فهو من أحاديث الشيعة، و حاشا لمعاوية ذلك.
[5] ذكره ابن حزم في (أسماء الصحابة الرواة): 143- 144، ترجمة رقم (156) في أصحاب الثلاثة عشر حديثا رضي اللَّه تعالى عنهم، (تلقيح فهوم أهل الأثر): 369،
قال أبو عمر رضي اللَّه عنه: حفظ الحسن بن علي عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أحاديث و رواها عنه، منها: حديث الدعاء في القنوت، و منها: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة. (الاستيعاب): 391.