نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 360
أيها الناس، إن اللَّه هداكم بأولنا، و حقن دماءكم بآخرنا، و إن لهذا الأمر مدة، و إن الدنيا دول، و إن اللَّه عز و جل قال لنبيه: وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ[1]، و أشار إلى معاوية، فقال له معاوية: اجلس و حقدها علي عمرو و قال: هذا من رأيك [2].
ولحق الحسن بالمدينة و أهل بيته، و حثهم فجعل الناس يبكون عند سيرهم، و قيل للحسن: ما حملك على ما فعلت؟ فقال: كرهت الدنيا و رأيت أهل الكوفة قوما لا يثق بهم أحد [أبدا] [3] إلا غلب، ليس أحد منهم يوافق آخر في رأي و لا هوى، مختلفين لا نية لهم في خير و لا شر، لقد لقي أبي منهم أمورا [عظاما] [3]، فليت شعري، لمن يصلحون [بعدي] [3] و هي أسرع البلاد خرابا.
وعرض له رجل في مسيره عن الكوفة فقال له: يا مسعود وجوه المؤمنين، فقال: لا تعد لي، فإن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أرى بنو أمية ينزون على منبره رجلا رجلا، فساءه ذلك، فأنزل اللَّه تعالى: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ[4]، و هو نهر في الجنة، و إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ] خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ[5] تملكها بعدك بنو أمية [6]،
و لم يف معاوية للحسن بشيء ما شرط.
[و قالت] [7] طائفة للحسن [8]: يا عار المؤمنين، فقال: العار خير من النار [9]،
وقال له أبو عامر سفيان بن ليلى: السلام عليك يا مذل المؤمنين! فقال له: لا تقل يا أبا عامر، فإنّي لم أذل المؤمنين، و لكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك [10].