نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 333
فصل في ذكر أبناء رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)
اعلم أنه كان لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) ثلاثة بنين: القاسم، و عبد اللَّه، و إبراهيم، و في رواية مدارها على داود بن المحبر- صاحب كتاب (العقل)- أن عائشة رضي اللَّه عنها جاءت بسقط فسماه النبي (صلى اللَّه عليه و سلم): عبد اللَّه، و كناها به، و فيه نظر.
فالقاسم أمه خديجة بنت خويلد، و هو أكبر ولده، و به يكنّى، و قد مشى و هو ابن سنتين، و عبد اللَّه أيضا أمّه خديجة، و يقال له الطيب و الطاهر، ولد بعد النبوّة، و مات صغيرا بمكة، فقال العاص بن وائل: محمد أبتر لا يعيش له ذكر، فأنزل اللَّه تعالى فيه: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ[1].
و روى جعفر بن محمد الصادق عن أبيه قال: توفي القاسم ابن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) بمكة فمر رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و هو آت من جنازته على العاص بن وائل و ابنه عمرو ابن العاص، فقال عمرو حين رأى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): إني لأشنؤه، فقال العاص:
لا جرم لقد أصبح [أبترا]، و أنزل اللَّه تعالى: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ[1].
[1] الكوثر: 3، شانِئَكَ أي مبغضك يا محمد، و مبغض ما جاءت به من الهدى و الحق، و البرهان الساطع، و النور المبين، هُوَ الْأَبْتَرُ الأقل الأذل، المنقطع ذكره.
قال ابن عباس، و مجاهد، و سعيد بن جبير، و قتادة: نزلت في العاص بن وائل، إذا ذكر رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يقول: دعوه، فإنه رجل أبتر، لا عقب له، فإذا هلك انقطع ذكره، فأنزل اللَّه تعالى هذه السورة.
و قال شمر بن عطية: نزلت في عقبة بن أبي معيط، و قال ابن عباس و عكرمة: نزلت في كعب ابن الأشرف، و جماعة من كفار قريش.
و قال البزار: حدثنا زيادة بن يحيى الحساني، حدثنا ابن أبي عدي، عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: قدم كعب بن الأشرف مكة، فقالت له قريش: أنت سيدهم، ألا ترى إلى هذا الصنبر المنبتر من قومه؟ يزعم أنه خير منا، و نحن أهل الحجيج و أهل السدانة، و أهل السقاية، فقال:
أنتم خير منه.
قال: فزلت: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ، و هكذا رواه البزار، و هو إسناد صحيح، و عن عطاء قال: نزلت في أبي لهب، و ذلك حين مات ابن لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، فذهب أبو لهب إلى المشركين، فقال: بتر محمد الليلة، فأنزل اللَّه في ذلك: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.
و عن ابن عباس: نزلت في أبي جهل، و عنه إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ، يعني عدوك، و هذا يعم جميع من اتصف بذلك ممن ذكر و غيرهم. و قال عكرمة: الأبتر هو الفرد.
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 333