responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 372

انطلق معي، قال: فقال: ما أمرك و ما أقدمك هذه البلدة؟ قال: قلت له: إن كتمت عليّ أخبرتك، قال: فإنّي أفعل، قال: قلت له: بلغنا أنه قد خرج هاهنا رجل يزعم أنه نبي، فأرسلت أخي ليكلمه فرجع و لم يشفني من الخبر، فأردت أن ألقاه، فقال: أما إنك قد رشدت، هذا وجهي إليه فاتبعني، أدخل حيث أدخل، فإنّي إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي، و امض أنت، فمضى و مضيت معه، حتى دخل و دخلت معه على النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) فقلت له: اعرض عليّ الإسلام، فعرضه عليّ فأسلمت مكاني، فقال لي: يا أبا ذر، اكتم هذا الأمر و ارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل، فقلت: و الّذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم.

فجاء إلى المسجد و قريش فيه فقال: يا معشر قريش! إني أشهد أن لا إله إلا اللَّه، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابي‌ء، فقاموا فضربت لأموت، فأدركني العباس فأكبّ علي ثم أقبل عليهم، فقال: ويلكم! تقتلون رجلا من غفار، و متجركم و ممركم على غفار؟ فأقلعوا عني، فلما أصبحت الغد رجعت فقلت مثلما قلت بالأمس، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابي‌ء، فصنع بي مثل ما صنع بالأمس، و أدركني العباس فأكبّ عليّ و قال مثل مقالته بالأمس، فكان هذا أول إسلام أبي ذر (رحمه اللَّه).

و خرج مسلم في كتاب المناقب من حديث سليمان بن المغيرة، قال: حدثنا حميد بن هلال عن عبد اللَّه بن الصامت قال: قال أبو ذر: خرجنا من قومنا غفار، و كانوا يحلون الشهر الحرام، فخرجت أنا و أخي أنيس و أمنا، فنزلنا على خال لنا، فأكرمنا خالنا و أحسن إلينا، فحسدنا قومه فقالوا: إنك إذا خرجت عن أهلك خالف إليهم أنيس، فجاء خالنا فنثا [1] علينا الّذي قيل له، فقلت له: أمّا ما مضى من معروفك فقد كدرته، و لا جماع لك في ما بعد، فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها، و تغطى خالنا بثوبه فجعل يبكي، فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة، فناخر أنيس عن صرمتنا [2] و عن مثلها، فأتينا الكاهن فخيّر أنيسا، فأتانا


[1] نثا: أشاع و أفشى.

[2] الصّرمة بكسر الصاد: القطعة من الإبل أو الغنم.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست