نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 370
[إسلام أبي ذر]
و أما إسلام أبي ذر رضي اللَّه عنه، فخرج البخاري و مسلم من حديث عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا المثنى بن سعيد، عن أبي جمرة عن ابن عباس رضي اللَّه عنه قال: لما بلغ أبا ذرّ مبعث النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) بمكة، قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي هذا الرجل الّذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء، فاسمع من قوله ثم ائتني، فانطلق الآخر حتى قدم مكة و سمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال:
رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، و كلاما ما هو بالشعر، فقال: ما شفيتني فيما أردت، فتزوّد و حمل شنة [1] له فيها ماء حتى قدم مكة.
فأتى المسجد فالتمس النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلم) و لا يعرفه، و كره أن يسأل عنه حتى أدركه- يعني الليل- فاضجع فرآه عليّ رضي اللَّه عنه فعرف أنه غريب، فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثم احتمل قربته و زاده إلى المسجد، فظل ذلك اليوم و لا يرى النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمر به عليّ فقال: ما آن للرجل أن يعلم منزله؟ فأقامه فذهب به معه، و لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثالث فعل مثل ذلك، فأقامه عليّ معه ثم قال له: أما تحدثني ما الّذي أقدمك هذا البلد؟ قال: إن أعطيتني عهدا و ميثاقا لترشدني فعلت، ففعل.
فأخبره فقال: فإنه حق و هو رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، فإذا أصبحت فاتبعني، فإنّي إن رأيت شيئا أخاف عليك، قمت كأني أريق الماء، فإن مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل، فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) و دخل معه، فسمع من قوله و أسلم مكانه، فقال له النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري، فقال: و الّذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم.