responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 364

دين قومهم، و لم يدخلوا في دينك، و جاءوا بدين مبتدع لا نعرفه، و قد لجئوا إلى بلادك، فبعثنا إليك فيهم عشائرهم و آباؤهم و أعمامهم و قومهم، لتردهم عليهم، فهم أعلى بهم عينا [1] و أعلم بما عابوه عليهم.

فقالت بطارقته: صدقوا أيها الملك، لو رددتهم عليهم كانوا هم أعلى بهم عينا [1]، و أعلم بما عابوه عليهم، فإنّهم لم يدخلوا في دينك فتمنعهم بذلك، فغضب ثم قال لعمرو: و اللَّه لا أردهم إليهم حتى أدعوهم فأكلمهم و انظر ما أمرهم، قوم لجئوا لبلادي، و اختاروا جواري على جوار غيري، فإن كانوا كما تقولون رددتهم عليهم، و إن كانوا على غير ذلك منعتهم، لم أخل ما بينهم و بينهم، و لم أنعمهم عينا.

فأرسل إليهم النجاشي فجمعهم، و لم يكن شي‌ء أبغض إلى عمرو بن العاص و عبد اللَّه بن أبي ربيعة من أن يسمع كلامهم، فلما جاءهم رسول النجاشي اجتمع القوم فقال: ما ذا تقولون؟ قالوا: و ما ذا نقول؟ نقول: و اللَّه ما نعرف و ما نحن عليه من أمر ديننا، و ما جاءنا به نبينا كائن في ذلك ما كان.

فلما دخلوا عليه كان الّذي يكلمه منهم جعفر بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، فقال له النجاشيّ: ما هذا الدين الّذي أنتم عليه؟ فارقتم دين قومكم و لم تدخلوا في يهودية و لا نصرانية، فما هذا الدين؟

فقال جعفر: أيها الملك، كنا قوما على الشرك، نعبد الأوثان و نأكل الميتة، و نسي‌ء الجوار، و نستحل المحارم بعضنا من بعض في سفك الدماء و غيرها، و لا نحل شيئا و لا نحرمه، فبعث اللَّه إلينا نبيا من أنفسنا، نعرف وفاءه و صدقه و أمانته، فدعانا إلى أن نعبد اللَّه وحده لا شريك له، و نصل الرحم، و نحسن الجوار، و نصلي للَّه و نصوم له، و لا نعبد غيره.

قال: فقال: هل معك شي‌ء مما جاء به؟- و قد دعا أساقفته فأمرهم فنشروا المصاحف حوله- فقال له جعفر: نعم فقال: هلم فاتل عليّ ما جاء به، فقرأ


[1] أي أبصر بهم من غيرهم.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست