responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 348

و اللَّه إن له لحلاوة، و إن عليه لطلاوة، و إن أعلاه لمثمر، و إن أسفله لمغدق، و ما يقول هذا بشر. قال: و كذلك رواه معمر عن عباد بن منصور، عن عكرمة مرسلا، و رواه أيضا معتمر بن سليمان عن أبيه، فذكره أتم من ذلك مرسلا، و كل ذلك يؤكد بعضه بعضا.

و له من حديث يونس بن بكير عن ابن إسحاق [قال: حدثني محمد بن أبي محمد عن ابن عباس‌] [1]، أن الوليد بن المغيرة اجتمع و نفر من قريش- و كان ذا سنّ فيهم- و قد حضر الموسم فقال: إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه، و قد سمعوا بأمر صاحبكم هذا، فأجمعوا فيه رأيا واحدا، و لا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا، و يرد قول بعضكم بعضا.

فقالوا: أنت يا أبا عبد شمس، فقل و أقم لنا رأيا نقوم به، فقال: بل أنتم، فقولوا أسمع، فقالوا: نقول كاهن، فقال ما هو بكاهن، لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة الكاهن و سحره، فقالوا: نقول مجنون، فقال: ما هو بمجنون، و لقد رأينا الجنون و عرفناه، فما هو بخنقه و لا مخالجته و لا وسوسته، قال: فنقول شاعر، قال: ما هو بشاعر، قد عرفنا الشعر برجزه و هزجه و قريضه، و مقبوضة و مبسوطه، فما هو بالشعر، قال: فنقول ساحر، فما هو بساحر، قد رأينا السّحار و سحرهم، فما هو بنفثه و لا عقده، قالوا: ما تقول يا أبا عبد شمس؟ قال: و اللَّه إن لقوله حلاوة، إن أصله لمغدق، و إن فرعه لجني، فما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل، و إن أقرب القول لأن تقولوا: ساحر، فيقولوا: ساحر يفرق بين المرء و بين أبيه، و بين المرء و بين أخيه، و بين المرء و بين [زوجه‌]، و بين المرء و بين عشيرته، فيتفرقوا عنه بذلك، فجعلوا يجلسون للناس حين قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه، و ذكروا لهم من أمره، فأنزل اللَّه تعالى في الوليد ابن المغيرة [من‌] قوله: ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً إلى قوله: سَأُصْلِيهِ سَقَرَ، و أنزل اللَّه في النفر الذين كانوا معه و يطيعون له القول في رسول اللَّه فيما جاء به من هدي اللَّه: الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ‌، أي أصنافا، فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ‌، أولئك النفر الذين يقولون ذلك لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) لمن أتوا من‌


[1] زيادة للسياق من (دلائل البيهقي): 2/ 198- 199، باب اعتراف مشركي قريش بما في كتاب اللَّه تعالى من الإعجاز، و أنه لا يشبه شيئا من لغاتهم، مع كونهم من أهل اللغة و أرباب اللسان.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست