نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 189
و قد قصم (صلى اللَّه عليه و سلم) ببرهان نبوته الّذي أتاه مكذبا بالبعث بعد الموت- و هو أبي ابن خلف- و قد حمل عظاما باليا، و فركه ثم قال: مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ؟ فأنزل اللَّه تعالى: قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ[1]، فانصرف عدو اللَّه مبهورا.
و قد اختلف في هذا القائل، فقال مجاهد و قتادة: هو أبي بن خلف، و قال سعيد بن جبير [عن ابن] [3] عباس: هو العاص بن وائل، و صححه الحاكم، و روى [عن أبيه] عباس: أنه عبد اللَّه بن أبي [ابن] [4] سلول.
و إبراهيم (عليه السلام)، و إن كان له في بناية البيت الحرام شرفا يميز به على من عداه، فإن أعظم ما في البيت: الحجر الأسود، و قد أعطى اللَّه تعالى نبينا محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم) مثل ذلك، فإن قريشا لما بنت البيت في جاهليتها، اختلفت فيمن يضع الحجر، حتى أشير عليهم بتحكيم أول من يطلع عليهم، فطلع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فحكموه، فوضع الحجر في رداء، و أمر كل قبيلة أن ترفع منه شيئا، ثم وضعه (صلى اللَّه عليه و سلم) بيده، كما تقدم ذلك بطرقه.
ثم انظر قوله تعالى: وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ[5]، يظهر لك أن الخليل (عليه السلام) كان وصوله بواسطة، و أين ذلك من قوله تعالى في حق محمد (صلى اللَّه عليه و سلم): ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى* فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى* فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى[6].
و انظر قوله تعالى عن الخليل [(عليه السلام)]: وَ الَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ[7]، تجد بينه و بين قوله تعالى لنبينا محمد [(صلى اللَّه عليه و سلم)]: