responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 189

و قد قصم (صلى اللَّه عليه و سلم) ببرهان نبوته الّذي أتاه مكذبا بالبعث بعد الموت- و هو أبي ابن خلف- و قد حمل عظاما باليا، و فركه ثم قال: مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ‌؟ فأنزل اللَّه تعالى: قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ [1]، فانصرف عدو اللَّه مبهورا.

كما بهت الّذي كفر- و هو نمروذ- إذ يقول تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ [2].

و قد اختلف في هذا القائل، فقال مجاهد و قتادة: هو أبي بن خلف، و قال سعيد بن جبير [عن ابن‌] [3] عباس: هو العاص بن وائل، و صححه الحاكم، و روى [عن أبيه‌] عباس: أنه عبد اللَّه بن أبي [ابن‌] [4] سلول.

و إبراهيم (عليه السلام)، و إن كان له في بناية البيت الحرام شرفا يميز به على من عداه، فإن أعظم ما في البيت: الحجر الأسود، و قد أعطى اللَّه تعالى نبينا محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم) مثل ذلك، فإن قريشا لما بنت البيت في جاهليتها، اختلفت فيمن يضع الحجر، حتى أشير عليهم بتحكيم أول من يطلع عليهم، فطلع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فحكموه، فوضع الحجر في رداء، و أمر كل قبيلة أن ترفع منه شيئا، ثم وضعه (صلى اللَّه عليه و سلم) بيده، كما تقدم ذلك بطرقه.

ثم انظر قوله تعالى: وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ‌ [5]، يظهر لك أن الخليل (عليه السلام) كان وصوله بواسطة، و أين ذلك من قوله تعالى في حق محمد (صلى اللَّه عليه و سلم): ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى* فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‌* فَأَوْحى‌ إِلى‌ عَبْدِهِ ما أَوْحى‌ [6].

و انظر قوله تعالى عن الخليل [(عليه السلام)‌]: وَ الَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ‌ [7]، تجد بينه و بين قوله تعالى لنبينا محمد [(صلى اللَّه عليه و سلم)‌]:


[1] يس: 79.

[2] البقرة: 258.

[3]، (4) زيادة للسياق.

[5] الأنعام: 75.

[6] النجم: 8- 10.

[7] الشعراء: 82.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست