responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 177

لا بفعل النبي، و إن كانت أفعال العباد عند المعتزلة صادرة عنهم، إلا أن المعجزة لا تكون من جنس أفعالهم، و ليس للنّبيّ فيها عند الجميع إلا التحدي بها بإذن اللَّه، و هو أن يستدل بها النبي قبل وقوعها على صدقة في مدعاه، فتنزل منزلة القول الصريح من اللَّه بأنه صادق، و تكون دلالتها على الصدق قطعية، فالمعجزة الدالة مجموع الخارق و التحدي، و لذلك كان التحدي جزءا منها، و التحدي هو الفارق بينهما و بين الكرامة و السحر، إذ لا حاجة إلى التصديق، و لا وجود للتحدي، إلا أن وجد اتفاقا.

و إن وقع التحدي في الكرامة عند من يجيزها و كانت لها دلالة، فإنما هي على الولاية، و هي غير النبوة، و من هنا منع الأستاذ أبو إسحاق و غيره وقوع الخوارق كرامة فرارا من الالتباس بالنّبوّة عند التحدي بالولاية.

و منع المعتزلة أيضا من وقوع الكرامة، لأن الخوارق عندهم ليست من أفعال العباد، و أفعالهم لهم معادة، و لا خارق.

و عند الحكماء: أن الخارق من فعل النبي، و لو كان في غير محل القدرة، و بنوا ذلك على مذهبهم في الإنجاب الذاتي، و وقوع الحوادث بعضها عن بعض متوقف على الشروط و الأسباب الحادثة، مستندة أخيرا إلى الواجب بالذات [الفاعل‌] [1] لا بالاختيار، و أن النفس النبويّة عندهم لها خواص ذاتية، منها:

صدور هذه الخوارق بقدرته و طاعة العناصر له في التكوين، و النبي عندهم مجبول على التصريف في الأكوان، متى توجه إليها و استجمع لها بما جعل اللَّه له من ذلك.

و الخارق عندهم يقع للنّبيّ، كان التحدي أو لم يكن، و هو شاهد بصدقة من حيث دلالته على تصرف النبي في الأكوان، الّذي هو من خواص النفس النبويّة عندهم، لا تنزل منزلة القول الصريح بالتصديق، فلذلك لا تكون دلالتها قطعية كما هي عند المتكلمين، و لا يكون التحدي جزءا من المعجزة، و لم يصبح فارقا لها عن السحر و الكرامة.

و فارقها عندهم عن السحر: أن النبي مجبول على أفعال الخير مصروف عن أفعال الشر، و لا يلم الشر بخوارقه.


[1] زيادة للسياق.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست