responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 176

[المعجزة في رأي المتكلمين‌]

و أما المعجزة، فإنّها على طريقة المتكلمين أمر يظهر بخلاف العادة في دار التكليف، لإظهار صدق [مدعي النبوة]، مع نكول من يتحدى به عن معارضته بمثله، و قيد بدار التكليف، لأن ما كان في الآخرة من خلاف العادة لا يكون معجزة، و بإظهار صدق مدّعى النبوة احترازا عما يظهر على يد الولي و المتألّه، إذ في ظهور إخلاف العادة على يد المتأله جائز دون المتنبي، و الفرق أن ظهوره على يد المتنبي يوجب انسداد باب معرفة النبي، و أما ظهوره على يد المتأله [لا يوجب‌] [1] انسداد باب معرفة الإله، لأن كل عاقل يعرف أن الآدمي لاشتماله على أمارات القصور، لا يكون إلها، و لو رئي منه [أيّ خارق‌] [1] للعادة.

و قيد بإظهار صدقه لأنه لو ظهر لإظهار كذبه لا يكون معجزة، كما لو ادعى المتنبي أن معجزتي نطق هذه الشجرة فأنطقها اللَّه تعالى بتكذيبه لا تكون معجزة، و قيد بنكول من يتحدى به عن معارضته، لأنها تخرج عند المعارضة عن الدلالة، و وجه دلالة المعجزة ما سبق من العلم، فإن اللَّه سامع لدعواه، و أن ما ظهر على يده لا يقدر عليه إلا اللَّه ... إلى آخره.

و قال بعضهم: المعجز هو الأمر الممكن الخارق للعادة المقرون بالتحدي الخالي عن المعارض، و قال آخر: المعجزة فعل يظهر على يد من يدعي النبوة بخلاف العادة في زمان التكليف موافقا لدعواه، و هو يدعو الخلق إلى معارضته و يتحداهم أن يأتوا بمثله فيعجزون عنه، فيتبين به صدق من ظهر على يده.

و قال آخر: المعجزة أفعال تعجز البشر عن مثلها فسميت بذلك معجزة، و ليست من جنس مقدور العباد، و إنما تقع في غير محل قدرتهم. و للناس في كيفية وقوعها و دلالتها على تصديق الأنبياء خلاف:

فقال المتكلمون بناء على القول بالفاعل المختار: هي واقعة بقدرة اللَّه [تعالى‌] [1]


[1] زيادة للسياق.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 4  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست