نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 4 صفحه : 112
فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): أ قد جاءك شيطانك؟ قلت: يا رسول اللَّه! أو معي شيطان؟ قال: نعم، قلت: و مع كل إنسان؟ قال: نعم، قلت: و معك يا رسول اللَّه؟ قال: نعم و لكن ربي أعانني عليه حتى أسلم [1].
و قال الترمذي: و سمعت علي بن خشرم يقول: قال سفيان بن عيينة في تفسير قول النبي (صلى اللَّه عليه و سلم): و لكن اللَّه أعانني عليه فأسلم، يعني أسلم أنا منه [2]. قال سفيان: الشيطان لا يسلم.
و قال أبو نعيم: و قوله فأسلم، يعني استسلم و انقاد، فليس بأمر بشر، و قيل:
أسلم: أي آمن، فيكون (عليه السلام) مختصا بإسلام قرينه و إيمانه [3].
وذكر [من] حديث إبراهيم بن صدقة قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): فضلت على آدم بخصلتين:
كان شيطاني كافرا فأعانني اللَّه عليه حتى أسلم، و كن أزواجي عونا لي، و كان شيطان آدم كافرا و زوجته عونا له على خطيئته [4].
و له من حديث الصلت بن مسعود قال: حدثنا عثمان بن مطر عن ثابت عن أنس رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) كان ساجدا بمكة، فجاء إبليس فأراد أن يطأ [على] [5] عنقه، فنفخه جبريل (عليه السلام) نفخة بجناحيه، فما استقرت
«فأسلم» برفع الميم و فتحها، و هما روايتان مشهورتان، فمن رفع قال: معناه أسلم أنا من شرّه و فتنته، و من فتح قال: أن القرين أسلم من الإسلام، و صار مؤمنا لا يأمرني إلا بخير ... و في هذا الحديث إشارة إلى التحذير من فتنة القرين و وسوسته و إغوائه، فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان. (مسلم بشرح النووي): 17/ 163- 164 مختصرا.
[3] (دلائل أبي نعيم): 1/ 185، الفصل الثالث عشر، ذكر ما خصه اللَّه به عزّ و جلّ من العصمة، و حماه من التدين بدين الجاهلية، و حراسته إياه عن مكائد الجن و الإنس، و احتيالهم عليه (صلى اللَّه عليه و سلم)، حديث رقم (127). و أخرجه أيضا الإمام أحمد في (المسند): 1/ 662، حديث رقم (3792).
[4] أخرجه البيهقي في (الدلائل): 5/ 488 و هو من رواية محمد الوليد بن أبان القلانسيّ البغدادي، مولى بني هاشم، عن يزيد بن هارون. قال ابن عديّ: كان يضع الحديث. و قال أبو عرّوبة: كذاب. و قال الدار الدّارقطنيّ: ضعيف، و له أباطيل ذكرها الذهبي في (ميزان الاعتدال): 4/ 59، ترجمة رقم (8293).