responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 99

[ ()] قول ابن دريد بكسرها، و قد روى بالوجهين، و المشهور الضم.

و أما قوله (صلى اللَّه عليه و سلم): «فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء»، فهكذا هو في جميع نسخ مسلم‌ «طائفة طيبة». و وقع في البخاري: «فكانت منه نقية قبلت الماء»

- بنون مفتوحة ثم قاف مكسورة ثم ياء مثناة من تحت مشددة- و هو بمعنى طيبة، هذا هو المشهور في روايات البخاري. و رواه الخطابي و غيره: «ثغبة»- بالثاء المثلثة و الغين المعجمة و الباء الموحدة- قال الخطابي: و هو مستنقع الماء في الجبال و الصخور، و هو الثغب أيضا، و جمعه ثغبان. قال القاضي و صاحب (المطالع): هذه الرواية غلط من الناقلين و تصحيف، و إحالة للمعنى، لأنه إنما جعلت هذه الطائفة الأولى مثلا لما ينبت، و الثغبة لا تنبت.

و أما قوله (صلى اللَّه عليه و سلم): «و سقوا»

فقال أهل اللغة: سقى و أسقى: بمعنى لغتان، و قيل: سقاه: ناوله ليشرب، و أسقاه: جعل له سقيا.

و أما

قوله (صلى اللَّه عليه و سلم): «و رعوا»

فهو بالراء من الرعي، هكذا هو في جميع نسخ مسلم، و وقع في البخاري «و زرعوا»، و كلاهما صحيح، و اللَّه تعالى أعلم.

أما معاني الحديث و مقصوده: فهو تمثيل الهدى الّذي جاء به (صلى اللَّه عليه و سلم) بالغيث، و معناه أن الأرض ثلاثة أنواع، و كذلك الناس:

فالنوع الأول، من الأرض ينتفع بالمطر، فيحيي بعد أن كان ميتا و ينبت الكلأ، فتنتفع بها الناس و الدواب و الزرع و غيرها، و كذا النوع الأول من الناس يبلغه الهدى و العلم، فيحفظه، فيحيا قلبه، و يعمل به، و يعلمه غيره، فينفع و ينفع.

و النوع الثاني، من الأرض ما لا تقبل الانتفاع في نفسها، لكن فيها فائدة، و هي إمساك الماء لغيرها، فينتفع بها الناس و الدواب، و كذا النوع الثاني من الناس، لهم قلوب حافظة، لكن ليست لهم أفهام ثاقبة، و لا رسوخ لهم في العقل، يستنبطون به المعاني و الأحكام، و ليس عندهم اجتهاد في الطاعة و العمل به، فهم يحفظونه حتى يأتي طالب محتاج، متعطش لما عندهم من العلم، أهل للنفع و الانتفاع، فيأخذه منهم، فينتفع به، فهؤلاء نفعوا بما بلغهم.

و النوع الثالث، من الأرض السباخ، التي لا تنبت، و نحوها، فهي لا تنتفع بالماء، و لا تمسكه لينتفع بها غيرها، و كذا النوع الثالث من الناس، ليست لهم قلوب حافظة، و لا أفهام واعية، فإذا سمعوا العلم لا ينتفعون به، و لا يحفظونه لنفع غيرهم، و اللَّه تعالى أعلم. و في هذا الحديث أنواع من العلم، منها:

[1] ضرب الأمثال.

[2] فضل العلم و التعليم.

[3] شدة الحث عليهما.

[4] ذم الإعراض من العلم.

و اللَّه تعالى أعلم. (المرجع السابق).

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست