نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 95
فصل في ذكر الفضائل التي خصّ اللَّه تعالى بها نبيّه و رسوله محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم) و شرفه بها على جميع الأنبياء
اعلم أن اللَّه تعالى فضّل رسوله محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم) بفضائل عديدة ميّزه بها و شرّفه على من عداه من الأنبياء (عليهم السلام)، فجعله رحمة للعالمين، و لم يخاطبه باسمه و إنما خاطبه بالنّبوّة و الرسالة التي لا أجلّ منها و لا أعظم، و نهى تعالى الأمة أن يخاطبوه باسمه، و دفع عنه ما قذفه به المشركون، و غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر، و لم يذكر له ذنبا و لا زلة، و أخذ الميثاق على جميع الأنبياء أن يؤمنوا به إن أدركوه، و أمر الناس أن يتأسوا به فعلا و قولا، و فرض طاعته على الكافة، و قرن اسمه تعالى باسمه، و قدم نبوته قبل خلق آدم (عليه السلام)، و نوه باسمه من عهد آدم، و شرّف أصله، و كرّم حسبه و نسبه، و طيب مولده، و سماه بخير الأسماء، و أقسم بحياته، و أفرده بالسيادة يوم القيامة على جميع الأنبياء، فآدم و من دونه تحت لوائه، و خصّه بالشفاعة العظمى يوم الفزع الأكبر و بالحوض المورود، و جعله أعظم الأنبياء تبعا، و أعطاه خمسا لم يعطهن أحدا قبله، و بعث بجوامع الكلم، و أولى مفاتيح خزائن الأرض، و أمدّه اللَّه بالملائكة حتى قاتلت معه، و ختم به الأنبياء، و جعل أمته خير الأمم، و ذكره في كتب الأنبياء و صحفهم، و أنطق العلماء بالبشارة به حتى كانت بعثته (صلى اللَّه عليه و سلم) تنتظرها الأمم، و سمع الأخبار بنبوته (صلى اللَّه عليه و سلم) من هواتف الجن و من أجواف الأصنام و من رجز الكهان، صلى اللَّه تعالى عليه و على جميع الأنبياء و عظّم و كرّم.
***
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 95