responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 84

و لمسلم من حديث أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال:

صليت مع النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا حتى نزلت الآية التي في البقرة وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ‌ [1]، فنزلت بعد ما صلّى النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) فانطلق رجل [من القوم‌] [2] فمر بناس من الأنصار و هم يصلون، فحدثهم [بالحديث‌] [3]، فولوا وجوههم [نحو القبلة، و هو البيت‌] [4] و خرج البخاري من حديث زهير، حدثنا أبو إسحاق عن البراء أن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده- أو قال: على أخواله- من الأنصار، و أنه صلّى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا، و كان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، و أنه صلّى أول صلاة صلاها صلاة العصر، و صلّى معه قوم، فخرج رجل ممن صلّى معه فمر على مسجد فيه قوم راكعون فقال: أشهد باللَّه لقد صليت مع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، و كانت‌


[1] آية 144/ البقرة.

[2] زيادة من رواية مسلم.

[3] في مسلم: «فحدثهم فولوا».

[4] ما بين الحاصرتين ليست في مسلم، و رواية مسلم: «فولوا وجوههم قبل البيت».

و في هذا الحديث- حديث البراء- دليل على جواز النسخ و وقوعه. و فيه قبول خبر الواحد. و فيه جواز الصلاة الواحدة إلى جهتين، و هذا هو الصحيح عند أصحابنا من صلّى إلى جهة بالاجتهاد ثم تغير اجتهاده في أثنائها فيستدير إلى الجهة الأخرى حتى لو تغير اجتهاده أربع مرات في الصلاة الواحدة، فصلّى كل ركعة منها إلى جهة صحت صلاته على الأصح، لأن أهل هذا المسجد المذكور في الحديث استداروا في صلاتهم و استقبلوا الكعبة و لم يستأنفوها.

و فيه دليل على أن النسخ لا يثبت في حق المكلف حتى يبلغه، فإن قيل: هذا نسخ للمقطوع به بخبر الواحد، و ذلك ممتنع عند أهل الأصول، فالجواب: أنه احتفت به قرائن و مقدمات، أفادت العلم، و خرج عن كونه خبر واحد مجردا، و اختلف أصحابنا و غيرهم من العلماء- (رحمهم اللَّه تعالى) - في أن استقبال بيت المقدس هل كان ثابتا بالقرآن؟ أم كان باجتهاد النبي (صلى اللَّه عليه و سلم)؟ فحكى الماوردي في (الحاوي) وجهين في ذلك لأصحابنا.

قال القاضي عياض- (رحمه اللَّه تعالى)-: الّذي ذهب إليه أكثر العلماء: أنه كان بسنة لا بقرآن، فعلى هذا يكون فيه دليل لقول من قال: إن القرآن ينسخ السنة، و هو قول أكثر الأصوليين المتأخرين، و هو أحد قولي الشافعيّ، (رحمه اللَّه تعالى)-.

و القول الثاني له، و به قال طائفة: لا يجوز لأن السنة مبينة للكتاب فكيف ينسخها؟ و هؤلاء يقولون: لم يكن استقبال بيت المقدس بسنة، بل كان بوحي.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست