نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 51
و خرج الإمام أحمد من حديث أبي الزناد عن خارجة بن زيد قال: قال زيد ابن ثابت: إني قاعد إلى جنب رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) إذ أوحي إليه، قال: و غشيته السكينة [و] [1] وقع فخذه على فخذي حين غشيته السكينة، [قال زيد] [1]:
فلا و اللَّه ما وجدت شيئا أثقل من فخذ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) ثم سرى عنه فقال: أكتب يا زيد [2].
و روى الحسين بن إسماعيل المحاملي من حديث أبي الزياد عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت قال: كان إذا أنزل على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) السورة الشديدة أخذه من الشدة و الكرب على قدر شدة السورة، و إذا أنزل عليه السورة اللينة أخذ [3] به من ذلك على قدر لينها.
و لابن سعد من حديث صالح بن محمد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي أروى الدوسيّ قال: رأيت الوحي ينزل على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و إنه على راحلته فترغو و تقبل يديها حتى أظن أن ذراعها تنفصم فربما بركت و ربما قامت موئدة يديها حتى يسرى عنه مثل الوحي، و إنه ليتحدر مثل الجمان [4].
و خرج الحاكم من حديث سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن عبد اللَّه بن رباح الأنصاري عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: كان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) إذا أوحي إليه لم يستطع أحد منا يرفع طرف إليه حتى ينقضي الوحي. قال هذا حديث صحيح
(مسند أحمد): 6/ 245، حديث رقم (21156)، و تمام لفظه: «فأخذت كتفا، فقال:
أكتب لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ... وَ الْمُجاهِدُونَ الآية كلها إلى قوله: أَجْراً عَظِيماً، فكتبت ذلك في كتف، فقام حين سمعها ابن أم مكتوم- و كان رجلا أعمى- فقام حين سمع فضيلة المجاهدين، قال: يا رسول اللَّه، فكيف بمن لا يستطيع الجهاد ممن هو أعمى و أشباه ذلك؟ قال زيد:
فو اللَّه ما مضى كلامه، أو ما هو إلا أن قضي كلامه، غشيت النبيّ (صلى اللَّه عليه و سلم) السكينة فوقعت فخذه على فخذي، فوجدت من ثقلها كما وجدت في المرة الأولى ثم سرّى عنه. فقال: اقرأ، فقرأت عليه:
لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ... وَ الْمُجاهِدُونَ، فقال النبي (صلى اللَّه عليه و سلم): غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ.
قال زيد: فألحقتها، فو اللَّه لكأنّي انظر إلى ملحقها عند صدع كان في الكتف».