نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 50
و قد أنزل [1] عليه اللَّه الوحي؟ قلت: نعم، فرفع عمر طرف الثوب، فنظرت إليه له [2] غطيط، قال: و أحسب [3] قال: كغطيط البكر، قال: فلما سرى عنه قال: أين السائل عن العمرة؟ اخلع الجبة و اغسل [4] أثر الخلوق و أنق [5] الصفرة، و اصنع في عمرتك كما [6] تصنع في حجك [7] و قال مسلم: اغسل عنك أثر الصفرة أو قال: أثر الخلوق، و اخلع عنك جبتك، و اصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجك [8]. و خرجاه من طرق مطولا و مختصرا [9].
الحديث رواه الإمام البخاري في كتاب العمرة، باب (10) ما يفعل بالعمرة ما يفعل بالحج، حديث رقم (1789)، و رواه بسياقة أخرى في كتاب الحج، باب (17) غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب،
حديث رقم (1536): قال أبو عاصم: أخبرنا ابن جريج، أخبرني عطاء أن صفوان بن يعلي أخبره «أن يعلى قال لعمر رضي اللَّه عنه: أرني النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) حين يوحي إليه. قال فبينما النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) بالجعرانة- و معه نفر من أصحابه- جاءه رجل فقال: يا رسول اللَّه، كيف ترى في رجل أحرم بعمرة و هو متضمّخ بطيب؟ فسكت النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) ساعة، فجاءه الوحي، فأشار عمر رضي اللَّه عنه إلى يعلى، فجاء يعلى- و على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) ثوب قد أظلّ به- فأدخل رأسه، فإذا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) محمرّ الوجه و هو يغط، ثم سرّي عنه فقال: أين الّذي سأل عن العمرة؟ فأتي برجل فقال: اغسل الطيب الّذي بك ثلاث مرات، و انزع عنك الجبة، و اصنع في عمرتك كما تصنع في حجّتك».
قلت لعطاء: أراد الإنقاء حسن أمره أن يغسل ثلاث مرات؟ قال: نعم».
قوله: «يغطّ»- بفتح أوله و كسر المعجمة و تشديد الطاء المهملة- أي ينفخ، و الغطيط: صوت النفس المتردد من النائم أو المغمى، و سبب ذلك شدة ثقل الوحي، و كان سبب إدخال يعلى رأسه عليه في تلك الحال، أنه كان يحب لو رآه في حالة نزول الوحي. (فتح الباري): 3/ 503.
[8] (صحيح مسلم): كتاب الحج، باب (1)، ما يباح للمحرم بحج أو عمرة، و ما لا يباح، و بيان تحريم الطيب عليه، حديث رقم (6- (1180).
[9] فمما أخرجه (البخاري): كتاب جزاء الصيد، باب (19)، إذا أحرم جاهلا و عليه قميص، حديث رقم (1847)، و في كتاب فضائل القرآن، باب (2)، نزل القرآن بلسان قريش و العرب، قُرْآناً عَرَبِيًّا بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، حديث رقم (4985)، و في كتاب المغازي، باب (57)، غزوة الطائف في شوال سنة ثمان- قال موسى بن عقبة- حديث رقم (4329).
و مما أخرجه (مسلم): كتاب الحج، باب (1)، ما يباح للمحرم بحج أو عمرة، و ما لا يباح، و بيان تحريم الطيب عليه، حديث رقم (6- (1180)، (7)، (8)، (9)، (10)، و قال فيه:
«خمّره عمر بالثوب»، أي غطّاه، و أما إدخال يعلى رأسه، و رؤيته النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) في تلك الحال، و إذن عمر له في ذلك، فكله محمول على أنهم علموا من النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) أنه لا يكره الاطلاع عليه في ذلك الوقت و تلك الحال، لأن فيه تقوية الإيمان بمشاهدة حالة الوحي الكريم، و اللَّه تعالى أعلم.
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 50