responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 395

فإذا كان الحمد شفحا فمشفح محمد، لأن الصفات التي أقروا أنها هي وفاق لأحواله و زمانه و مخرجه و مبعثه و شرعته فليدلونا على من له هذه الصفات، و من خرت الأمم بين يديه و انقادت لطاعته، و استجابت لدعوته، و من صاحب الجمل الّذي هلكت بابل و أصنامها به، و أن هذه الأمة من ولد قيدار بن إسماعيل الذين ينادون من رءوس الجبال بالتلبية و الأذان، و الذين نشروا تسبيحه في البر و البحر، هيهات أن يجدوا ذلك إلا في محمد و أمته.

قال ابن قتيبة: و لو لم تكن هذه الأخبار في كتبهم بدليل قوله تعالى‌ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ‌ [1]، و قوله: لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ* يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَ تَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ‌ [2]، و قوله: يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ‌ [3]، و قوله: قُلْ كَفى‌ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ‌ [4]، و كيف جاز لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أن يحتج عليهم بما ليس عندهم و يقول: من علامة نبوتي أنكم تجدوني مكتوبا عندكم، و لا تجدونه و قد كان عيبا أن يدعوهم بما ينفرهم، و لما أيقن الحال عبد اللَّه بن سلام و من أسلم أسلموا.

و قد ذكر يوحنا الإلهي الّذي كتب الإنجيل في كتاب اسمه الأبو علمسيس نبينا محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم) و سماه: ماما ديوس، و معنى ماما بالعبرية ميم، و معنى ديوس ح م د، و قال ابن الجوزي: و ما زال أهل الكتاب يعرفون رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بصفاته و يقرون به و يعدون بظهوره، و يوصون أهاليهم بالايمان به، فلما ظهر آمن عقلاؤهم، و حمل الحسد آخرين على العناد كحيي بن أخطب، و أبو عامر الراهب، و أمية بن أبي الصلت، و قد أسلم جماعة من علماء متأخري أهل الكتاب، و صنفوا كتبا يذكرون فيها صفاته التي في التوراة و الإنجيل، فالعجب ممن يتيقن وجود الحق ثم يحمله الحسد على الرضا بالخلود في النار.

***


[1] 157: الأعراف.

[2] 70- 71: آل عمران.

[3] 146: البقرة.

[4] 43: الرعد.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست