نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 334
و أما أنه خاتم الأنبياء
فقد قال اللَّه تعالى: وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ[1]، قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: خاتَمَ النَّبِيِّينَ[1]: الّذي ختم النبوة فطبع عليها، فلا تفتح لأحد بعده إلى قيام الساعة، و اختلفت القراء في قراءة قوله: وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ[1]، فقرأ ذلك الأمصار سوى الحسن و عاصم بكسر التاء من خاتم النبيين، بمعنى أنه ختم النبيين، ذكر أن ذلك في قراءة عبد اللَّه، و لكنّ نبينا ختم النبيين، فذلك دليل على صحة قراءة من قرأه بكسر التاء، بمعنى أنه الّذي ختم الأنبياء (صلى اللَّه عليه و سلم). و قرأ ذلك فيما يذكر الحسن و عاصم وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ بفتح التاء، بمعنى أنه آخر النبيين، كما قرأ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ بمعنى آخره مسك، من قرأ ذلك كذلك [2].
و خرج البخاري و مسلم من حديث إسماعيل بن جعفر عن عبد اللَّه بن دينار عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قال: مثلي و مثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا- و قال البخاري: بيتا- فأحسنه و أجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به، و يعجبون له و يقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، و أنا خاتم النبيين، و لم يذكر البخاري قوله: من زواياه [3].
و لمسلم من حديث سفيان بن عيينة عن أبي الزناد [4] عن الأعرج، عن أبي هريرة عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) قال: مثلي و مثل الأنبياء كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه
[1] الأحزاب: 40، و تمامها ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ.
[3] ذكره البخاري في كتاب المناقب، باب (18) خاتم النبيين، حديث رقم (3535)، و مسلم في كتاب الفضائل، باب (7) ذكر كونه (صلى اللَّه عليه و سلم) خاتم النبيين، حديث رقم (22).