responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 320

العير أحب إليهم و أيسر شوكة، و أحضر مغنما، فلما سبقت العير و فاتت سار رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بالمسلمين يريد القوم، فكره القوم مسيرهم لشوكة القوم، فنزل النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) و المسلمين بينهم و بين الماء رملة دعصة، فأصاب المسلمين ضعف شديد و ألقى الشيطان في قلوبهم القنط يوسوسهم: تزعمون أنكم أولياء اللَّه و فيكم رسوله و قد غلبكم المشركون على الماء و أنتم كذا، فأمطر اللَّه عليهم مطرا شديدا، فشرب المسلمون و تطهروا، فأذهب اللَّه عنهم رجز الشيطان، و صار الرمل كذا، ذكر كلمة أخبر أنه أصابه المطر، و مشى الناس عليه و الدواب، فساروا إلى القوم، و أمدّ نبيّه و المؤمنين بألف من الملائكة، فكان جبريل في خمسمائة من الملائكة مجنبة، [و ميكائيل في خمسمائة مجنبة] [1]، و جاء إبليس في جند من الشياطين معه، رأيته في صورة رجال بني مدلج، و الشيطان في صورة سراقة بن مالك بن جشعم، فقال الشيطان للمشركين: لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ‌ [2]، فلما اصطف القوم قال أبو جهل: اللَّهمّ أولانا بالحق فانصره.

و رفع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يده فقال: يا رب إنك إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا، فقال جبريل: خذ قبضة من التراب، فأخذ قبضة من تراب فرمى بها وجوههم،

فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينه و منخريه و فمه ترابا من تلك القبضة فولوا مدبرين، و أقبل جبريل (عليه السلام) إلى إبليس- لعنه اللَّه- فلما رآه و كانت يده في يد رجل من المشركين، انتزع إبليس يده ثم ولى مدبرا و شيعته، فقال الرجل: يا سراقة!! لم تزعم أنك جار لنا؟ وَ قالَ إِنِّي بَرِي‌ءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى‌ ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ وَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ‌ [2]، و ذلك حين رأى الملائكة.

و قال يونس عن ابن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال:

و حدثني الزهري و محمد بن يحيى بن حبان و عاصم بن عمر بن قتادة، و عبد اللَّه ابن أبي بكر و غيرهم من علمائنا، فذكر الحديث في يوم بدر إلى أن قال: فكان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) في العريش هو و أبو بكر رضي اللَّه عنه ما معهما غيرهما، و قد تداني القوم بعضهم من بعض، فجعل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يناشد ربه ما وعده من‌


[1] زيادة للسياق من تفسير ابن كثير.

[2] 48: الأنفال.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست