نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 29
إلى المرفقين، و مسح برأسه و رجليه إلى الكعبين و نضح فرجه [و سجد] [1] سجدتين مواجه البيت، ففعل محمد (صلى اللَّه عليه و سلم) كما رأى جبريل يفعل، و قبل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) رسالة ربه، و سألها اللَّه بحقها، و اتّبع الّذي نزل به جبريل من عند رب العرش العظيم، فلما قضى جبريل الّذي أمره به، انصرف رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) لا يمر على حجر و لا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول اللَّه، فرجع إلى بيته و هو مؤمن قد رأى أمرا عظيما، فلما دخل على خديجة أخبرها، قال: أ رأيتك الّذي كنت أخبرتك أني رأيته في المنام؟ فإنه جبريل قد استعلن لي، أرسله إليّ ربي عزّ و جلّ، أخبرها بالذي جاءه من اللَّه و سمع فقالت: أبشر، فو اللَّه لا يفعل اللَّه بك إلا خيرا، فاقبل الّذي أتاك من اللَّه فإنك رسول اللَّه حقا،
ثم انطلقت حتى أتت غلاما لعتبة بن ربيعة بن عبد شمس- نصرانيا من أهل نينوى يقال له: عداس- فقالت: يا عدّاس أذكرك باللَّه، هل عندك من جبريل علم؟ فلما سمعها: عداس تذكر جبريل قال: قدوس قدوس، ما شأنه يذكر بهذه الأرض التي أهلا أهل الأوثان؟ قالت:
أحب أن تحدثني فيه بعلمك، قال: فإنه أمين اللَّه بينه و بين النبيين، و هو صاحب عيسى و موسى (عليهما السلام).
رجعت خديجة من عنده فأتت ورقة ابن نوفل، و كان ورقة قد كره عبادة الأوثان هو و زيد بن عامر بن نفيل، و كان زيد قد حرم كل شيء حرمه من الدم و الذبيحة، على النصب، و كل شيء من أبواب الظلم في الجاهلية، فلما و صفت خديجة لورقة حين جاءته شأن محمد (صلى اللَّه عليه و سلم) و ذكرت له جبريل و ما جاء به من عند اللَّه إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قال لها: يا ابنة أخي! و اللَّه ما أدري لعل صاحبك الّذي ينتظره أهل الكتاب الّذي يجدونه مكتوبا في الإنجيل، و أقسم باللَّه إن كان إياه ثم دعا إلى اللَّه و أنا حيّ لأبلين اللَّه في طاعة رسوله و حسن المؤازرة و النصرة له، فمات ورقة [2].