نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 27
حدثتها الّذي رأيت فقالت: أبشر يا ابن العم و اثبت، فو الّذي نفس خديجة بيده أن تكون نبي هذه الأمة، قال: ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ثم انطلقت إلى ورقة ابن نوفل بن أسد [1] و هو ابن عمها
- و كان ورقة قد تنصر و قرأ الكتب و سمع من أهل التوراة [و أهل] الإنجيل- فأخبرته بما أخبرها به رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أنه رأى و سمع فقال ورقة [2]: قدوس قدوس، و الّذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة، لقد جاءه الناموس الأكبر الّذي يأتي [به] [3] موسى، و إنه لنبي هذه الأمة فقولي له [فليثبت] [4]، فرجعت خديجة إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) [و أخبرته] [5] بقول ورقة [6] [و سهّل عليه ذلك بعض ما كان فيه من الهم بما جاءه] [7]، فلما قضى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) جواره و انصرف صنع فيه كما يصنع، بدأ بالكعبة فطاف بها فلقيه ورقة ابن نوفل و هو يطوف بالكعبة فقال: يا ابن أخي! أخبرني بما رأيت و سمعت، فأخبره فقال له ورقة: و الّذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة، و لقد جاءك الناموس الأكبر الّذي جاء موسى، و لتكذبنّه و لتؤذينّه و لتخرجنّه و لتقاتلنّه [8] و لئن أنا أدركت [9] ذلك لأنصرن اللَّه نصرا يعلمه، ثم أدنى رأسه [منه] [10] فقبّل يافوخه، ثم انصرف رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) إلى منزله. [و قد زاده ذلك من قول
[1] زيادة في نسبه من (ابن إسحاق): «ابن عبد العزي بن قصي».
[8] الهاءات الأربعة لا ينطق بها إلا ساكنة، فإنّها هاءات سكت و ليست بضمائر. و في (خ) بغير هذه الهاءات.
[9] قوله: «و لئن أنا أدركت»، و في رواية «إن أدرك ذلك اليوم أنصرك نصرا مؤزرا، و قال في أخرى:
«إن يدركني يومك»، و هو القياس، لأن ورقة سابق بالوجود، و السابق هو الّذي يدركه من يأتي بعده، كما جاء
في الحديث: «أشقى الناس من تدركه الساعة و هو حي»،
و ابن إسحاق أيضا له وجه، لأن المعنى أ نرى ذلك اليوم، فسمى رؤيته إدراكا، و في التنزيل: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ [الآية 103/ الأنعام]، أي: لا تراه على أحد القولين. و قوله: «مؤزرا» من الأزر، و هو القوة و العون.