نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 260
فجمع سبحانه و تعالى لهم علم الأولين و الآخرين.
و منها: أنه سبحانه و تعالى خصهم من توحيده و محبته و قربه و الاختصاص به بما لم يخص أهل بيت سواهم.
و منها: أنه سبحانه و تعالى مكن لهم الأرض و استخلفهم فيها، و أطاع أهل الأرض لهم، ما لم يحصل لغيرهم.
و منها: أنه سبحانه و تعالى أيدهم و نصرهم و أظفرهم بأعدائهم و أعدائه ما لم يؤيد به غيرهم.
و منها: أنه سبحانه و تعالى محابهم من آثار أهل الضلال و الشرك، و من الآثار التي يبغضها و يمقتها، ما لم يمحه بسواهم.
و منها: أنه سبحانه و تعالى جعل آثارهم في الأرض سببا لبقاء العالم و حفظه، فلا يزال العالم باقيا ما دامت آثارهم باقية، فإذا ذهبت آثرهم من الأرض فذاك أوان خراب العالم، قال سبحانه و تعالى: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ وَ الشَّهْرَ الْحَرامَ وَ الْهَدْيَ وَ الْقَلائِدَ، قال ابن عباس في تفسير هذه الآية: لو تركت الناس كلّهم الحج لوقعت السماء على الأرض، و قال: لو ترك الناس الحج كلهم لما مطروا.
و أخبر النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) أن في آخر الزمان يرفع اللَّه بيته من الأرض و كلامه من المصاحف و صدور الرجال، فلا يبقى في الأرض بيت يحجّ و لا كلام يتلى، فحينئذ يقرب خراب العالم.
و هكذا الناس اليوم، إنّما قيامهم بقيام آثار نبيهم و شرائعه بينهم، و قيام أمورهم و حصول مصالحهم و اندفاع أنواع البلاء و الشر عنهم بحسب ظهورها بينهم و قيامها، و هلاكهم و حلول البلايا و الشر بهم عند تعطلها و الإعراض عنها و التحاكم إلى غيرها و اتحاد سواها.
و من عرف حوادث الزمان فإنه يقف على أن البلاد التي سلّط اللَّه سبحانه و تعالى عليها من سلّطه حتى أخرب البلاد و أهلك العباد، إنما كان سببه تعطيلهم لدينه بينهم
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 260