نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 222
بحياة محمد (صلى اللَّه عليه و سلم) تشريفا له، أن قومه من قريش في سكرتهم يعمهون، و في حيرتهم يترددون. و قال القاضي عياض [1]: اتفق أهل التفسير في هذا أنه قسم من اللَّه تعالى بمدة حياة محمد (صلى اللَّه عليه و سلم)، و معناه: و بقائك يا محمد، و قيل: و عيشتك، و قيل:
و حياتك، و هذه نهاية التعظيم، و غاية البر و التشريف.
و خرج الحرث بن أبي أسامة من حديث عمرو بن مالك البكري، عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنه قال: ما خلق اللَّه و ما ذرأ نفسا أكرم على اللَّه من محمد (صلى اللَّه عليه و سلم)، و ما سمعت أن اللَّه أقسم بحياة أحد إلا بحياته فقال:
لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ[2]، و في رواية: ما حلف اللَّه بحياة أحد قط إلا بمحمد فقال: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ[2]، و قال أبو الجوزاء: ما أقسم اللَّه بحياة أحد غير محمد لأنه أكرم البرية عنده، و قال ابن عقيل الحنبلي: و أعظم من قوله لموسى: وَ اصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي[3]، و قوله لمحمد (صلى اللَّه عليه و سلم): إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ[4]، و قوله تعالى: لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ[5]، المعنى: أقسم لا بالبلد، فإن أقسمت بالبلد فلأنك فيه. قال ابن الجوزي: أقسم تعالى بتراب قدم محمد (صلى اللَّه عليه و سلم) فقال:
لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ[5]، قال ابن عقيل: و قال تعالى:
يا موسى فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ[6]، أي و لا تجيء إلا ماشيا، و محمد ركب البراق و لا يجيء إلا راكبا.
و قال القاضي أبو بكر بن العربيّ: أقسم اللَّه بحياته ثم زاده شرفا فأقسم بغبار رجليه فقال تعالى: وَ الْعادِياتِ ضَبْحاً[7]، الآية [8]، و قال أبو نعيم:
[1] (الشفا بتعريف حقوق المصطفى): 1/ 25، الفصل الرابع في قسمه تعالى بعظيم قدره (صلى اللَّه عليه و سلم).
[8] (أحكام القرآن لابن العربيّ): 4/ 1973، سورة العاديات، قال: أقسم اللَّه بمحمد (صلى اللَّه عليه و سلم)، فقال:
يس* وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، و أقسم بحياته فقال: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ، و أقسم بخيله، و صهيلها، و غبارها، و قدح حوافرها النار من الحجر، فقال: وَ الْعادِياتِ ضَبْحاً* فَالْمُورِياتِ قَدْحاً* فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً* فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً* فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً العاديات: 1- 5.
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 222