نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 219
جنس ما يعرفونه و يتعاطونه من الفصاحة و البيان.
أبان بعد هذا وجه الرحمة في تسمية اللَّه رسوله نبي الرحمة، و نبي الملحمة، و الحاشر، و إن الكتاب المعجز باق عندهم بقاء الدهر، كما قال: وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ[1]، فمن بلغ و قبل فاز و نجا، و من رده و كذب به قوتل، و نصبت بينه القتال و الملحمة حتى ينقاد لشريعته، أو يقتل لسوء اختياره، فتتم الرحمة بهذه المعاملة، و يعرف فضل هذه الأمة على غيرها بإزالة الاستئصال و الاصطلام الواقعة بغيرها من الماضين من الأمم.
و ذكر من طريق عبد الجبار بن عمر الأيلي، عن عبيد اللَّه بن عطاء بن إبراهيم عن جدته: أم عطاء- مولاة الزبير بن العوام- قالت: سمعت الزبير بن العوام يقول: لما نزلت وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ[2]، صاح رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) على أبي قبيس: يا بني عبد مناف، إني نذير لكم، فجاءت قريش فحذرهم و أنذرهم، فقالوا: تزعم أنك نبي يوحى إليك، و أن سليمان سخر له الجبال و الريح، و أن موسى سخر له البحر، و أن عيسى كان يحي الموتى، فادع اللَّه أن يسيّر عنا الجبال و يفجر لنا الأرض أنهارا، فنتخذها محارث فنزرع و نأكل، و إلا فادع اللَّه بأن يحي لنا موتانا فنكلمهم و يكلمونا، و إلا فادع اللَّه أن يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهبا، فنبحث عنها و تغنينا عن رحلة الشتاء و الصيف، فإنك تزعم أنك كهيئتهم، قال: فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي، فلما سري عنه قال: و الّذي نفسي بيده، لقد أعطاني ما سألتم، و لو شئت لكان، و لكن خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم، و بين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة فلا يؤمن منكم أحد، فاخترت باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم، و أخبرني أنه إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم أنه يعذبكم عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين، فنزلت: