responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 172

[ ()] قال الحافظ السيوطي: قوله (صلى اللَّه عليه و سلم): «نحن الآخرون»،

أي الآخرون زمانا، الأولون منزلة، و المراد أن هذه الأمة و إن تأخر وجودها في الدنيا عن الأمم الماضية، فهي سابقة لهم في الآخرة، بأنهم أول من يحشروا، و أول من يحاسب، و أول من يقضى بينهم، و أول من يدخل الجنة.

و قيل: المراد بالسبق إحراز فضيلة اليوم السابق بالفضل، و هو يوم الجمعة، و قيل المراد به السبق إلى القبول و الطاعة التي حرمها أهل الكتاب فقالوا: سَمِعْنا وَ عَصَيْنا، و الأول أقوى. «بيد» بموحدة ثم تحتية ساكنه مثل «غير» وزنا، و معنى، و إعرابا، و به جزم الخليل و الكسائي، و رجحه ابن سيدة.

و روى ابن أبي حاتم في مناقب الشافعيّ (رحمه اللَّه)، عن الربيع، عنه، أن معنى «بيد» من أجل، و كذا ذكره ابن حبان و البغوي، عن المزني عن الشافعيّ، و قد استبعده القاضي عياض، و لا بعد فيه.

و المعنى إنا سبقنا بالفضل إذ هدينا للجمعة، مع تأخرنا في الزمان، بسبب أنهم ضلوا عنها مع تقدمهم. و يشهد لهم ما في (فوائد المقري) بلفظ: نحن الآخرون في الدنيا، و نحن أول من يدخل الجنة، لأنهم أورثوا الكتاب من قبلنا. و قال الراويّ: هي بمعنى «على» أو «مع».

قال القرطبي: إن كانت بمعنى «غير» فنصب على الاستثناء، و إن كانت بمعنى «مع»، فنصب على الظرف، و قال الطيبي: هي للاستثناء، و هي من باب تأكيد المدح بما يشبه الذم. «أنهم أوتوا الكتاب قبلنا» اللام للجنس، و المراد التوراة و الإنجيل: «و أوتيناه» المراد الكتاب، مرادا به القرآن، «و هذا اليوم الّذي كتب اللَّه عليهم»، أي فرض عليهم تعظيمه، «فاختلفوا فيه»، قال ابن بطال: ليس المراد أن يوم الجمعة فرض عليهم بعينه فتركوه، لأنه لا يجوز لأحد أن يترك ما فرض اللَّه عليه و هو مؤمن، و إنما يدل و اللَّه تعالى أعلم على أنه فرض عليهم يوم الجمعة و وكل على اختيارهم ليقيموا فيه شريعتهم، فاختلفوا في أي الأيام هو، و لم يهتدوا ليوم الجمعة.

و قال النووي: يمكن أن يكونوا أمروا به صريحا فاختلفوا، هل يلزم تعيينه أم يسوغ إبداله بيوم آخر، فاجتهدوا في ذلك فأخطئوا. و قد روى ابن أبي حاتم عن السدّي، في قوله تعالى: إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ‌، قال: إن اللَّه فرض على اليهود يوم الجمعة فأبوا و قالوا: يا موسى إن اللَّه لم يخلق يوم السبت شيئا فاجعله لنا، فجعله عليهم.

قوله (صلى اللَّه عليه و سلم): «اليهود غدا و النصارى بعد غد»، قال القرطبي‌ «غدا»

منصوب على الظروف، و هو متعلق بمحذوف تقديره: اليهود يعظمون غدا و كذا بعد غد و لا بد من هذا التقدير لأن ظرف الزمان لا يكون خبرا عن الجثة، و قدر ابن مالك تقييد اليهود غدا. (حاشية الحافظ السيوطي على سنن النسائي): 3/ 95- 96، كتاب الجمعة، باب إيجاب الجمعة، حديث رقم (1366).

و قال الإمام السندي:

قوله (صلى اللَّه عليه و سلم): «نحن الآخرون السابقون»،

أي الآخرون زمانا في الدنيا، الأولون منزلة و كرامة يوم القيامة، و المراد أن هذه الأمة و إن تأخر وجودها في الدنيا عن الأمم الماضية، فهي سابقة إياهم في الآخرة، بأنهم أول من يحشر، و أول من يحاسب، و أول من يقضى بينهم، و أول من يدخل الجنة.

و قيل: المراد بالسبق إحراز فضيلة اليوم السابق بالفضل، و هو يوم الجمعة، و قيل: المراد بالسبق إلى القبول و الطاعة التي حرمها أهل الكتاب فقالوا: سَمِعْنا وَ عَصَيْنا.

قوله (صلى اللَّه عليه و سلم): «أوتوا الكتاب»،

اللام للجنس، فيحمل بالنسبة إليهم على كتابهم، و بالنسبة إلينا

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 3  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست