نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 148
و ما وجدنا فيه من حلال أحللناه، و ما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا و إن ما حرم رسول اللَّه مثل ما حرم اللَّه [1].
و خرج البخاري في كتاب الأدب [2] و في كتاب الاعتصام [3] من حديث الأعمشي، حدثنا مسلم عن مسروق [قال] [4]: قالت عائشة رضي اللَّه عنها: صنع النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) شيئا [فرخص] [5] فيه فتنزه عنه قوم، فبلغ النبي (صلى اللَّه عليه و سلم)، فخطب فحمد
أخرج أبو داود نحوه في كتاب السنة، باب لزوم السنة، حديث رقم (3848- 4604): عن المقدام بن
معديكرب، عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أنه قال: «ألا إني أوتيت الكتاب و مثله معه، لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، و ما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي، و لا كل ذي ناب من السّبع، و لا لقطة معاهد، إلا أن يستغنى عنها صاحبها. و من نزل بقوم فعليهم أن يقروه، فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه».
و حديث رقم (3849- 4605):، عن أبي رافع عن النبي (صلى اللَّه عليه و
سلم) قال: «لا ألفينّ أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا ندري ما وجدنا في كتاب اللَّه اتبعناه. (صحيح سنن أبي داود للألباني): 3/ 870- 871.
قوله (صلى اللَّه عليه و سلم): «على أريكته»
أي على سريره المزين بالحلل و الأثواب، و أراد بهذه الصفة أصحاب الترفة و الدعة، الذين لزموا البيوت، و لم يطلبوا العلم من مظانه. قال الخطابي: في الحديث دليل على أن لا حاجة بالحديث أن يعرض على الكتاب، و أنه مهما ثبت عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) شيء كان حجة بنفسه، فأما ما رواه بعضهم أنه قال: إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على الكتاب فإن وافقه فخذوه، فإنه حديث باطل لا أصل له. و قد حكى زكريا الساجي عن يحى بن معين أنه قال: هذا حديث وضعته الزنادقة.
قال المنذري: و أخرجه الترمذي و ابن ماجة، و قال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه، و حديث أبي داود أتم من حديثهما. (عون المعبود) 12/ 231، حديث رقم (4591).
[2] (فتح الباري): 10/ 628، باب (72) من لم يواجه الناس بالعتاب، حديث رقم (6101).
[أي حياء منهم].
[3] (المرجع السابق): 13/ 342، باب (5) ما يكره من التعمق و التنازع و الغلوّ في الدين و البدع، لقوله تعالى: يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَ لا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَ، حديث رقم (7301).
قوله: «صنع النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) شيئا فترخص فيه»، في رواية مسلم من طريق أبي معاوية عن الأعمش:
«رخّص النبي في أمر».
قوله: «فتنزه عنه قوم»، في رواية مسلم من طريق جرير عن الأعمش «فبلغ ذلك ناسا من أصحابه فكأنهم كرهوه و تنزهوا».
قوله: «فخطب»، في رواية أبي معاوية «فبلغ ذلك النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) فغضب حتى بان الغضب في وجهه.