نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 132
و أما فرض طاعته، فإذا وجب الإيمان به و تصديقه بما جاء به وجبت طاعته لأن ذلك مما أتي به (صلى اللَّه عليه و سلم)
قال اللَّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ[1]، و قال: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[2]، فجمع تعالى بينهما بواو العطف المشتركة، و لا يجوز جمع هذا الكلام في غير حقه (صلى اللَّه عليه و سلم)، قال: وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا[3]، و قال: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ[4]، و قال:
وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا[5]، و قال: وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ[6] الآية، و قال: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ[7]، فجعل طاعة رسوله طاعته تعالى، و قرن طاعته بطاعة رسوله (صلى اللَّه عليه و سلم)، و وعد على ذلك بجزيل الثواب، و أوعد على مخالفته بسوء العقاب، و أوجب امتثال أمره و اجتناب نهيه، فبيّن أنه سبحانه و تعالى فرض على الكافة بأسرها طاعة رسوله (صلى اللَّه عليه و سلم) فرضا مطلقا لا شرط فيه و لا استثناء، كما فرض تعالى طاعته و لم يقل من طاعتي، أو من كتابي أو بأمري، و حين فرض أمره و نهيه (صلى اللَّه عليه و سلم) على الخلق طرا كفرض من التنزيل، لا يزاد في ذلك، و لا يطلب فيه تنبيه، كما أخبر تعالى عن قوم موسى (عليه السلام) أنهم قالوا: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً[8]، و ذلك أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أولى بأمته و بأموالهم و أنفسهم و أهليهم و ذراريهم منهم بأنفسهم، قال تعالى: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ[9]، وقع ذلك منهم بوفاقهم و كراهيتهم، فإنه تعالى حكم على من وجد في نفسه شيئا من