قوله: لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ ما، بمعنى الّذي، قال النحاس: التقدير على قول الخليل: الّذي آتيتكموه ثم حذف الهاء لطول الاسم، و الإصر: العهد.
و عن أبي أيوب عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه قال: لم يبعث اللَّه نبيا [من لدن] [2] آدم فمن بعده إلا أخذ اللَّه العهد عليه في محمد لئن بعث و هو حيّ ليؤمنن به و لينصرنه، و يأمره فيأخذ العهد على قومه، فقال: وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ...
و عن سعيد عن قتادة: قوله: وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ... الآية، هذا ميثاق قد أخذه اللَّه على النبيين أن يصدّقوا بعضهم بعضا، و أن يبلغوا كتاب اللَّه و رسالاته، فبلغت الأنبياء كتاب اللَّه و رسالاته إلى قومهم، و أخذ عليهم فيما بلغتهم رسلهم أن يؤمنوا بمحمد (صلى اللَّه عليه و سلم) و يصدقوه و ينصروه.
و قال أسباط عن السدي: وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ الآية، قال: لم يبعث اللَّه نبيا قط من لدن نوح إلا أخذ ميثاقه ليؤمنن