نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 3 صفحه : 106
و قال: يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ[1]، و قال: يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ[2]، فلم يخاطب أحدا منهم و لا أخبر عنه إلا باسمه، و كل موضع ذكر فيه محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم) أضاف إليه ذكر الرسالة، فقال تعالى: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ[3]، و قال: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ[4]، و قال: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ[5]، و قال: وَ آمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ[6]، فسماه ليعلم من جحده أن أمره و كتابه هو الحق، و لأنهم لم يعرفوه إلا بمحمد، فلو لم يسمه لم يعلم اسمه من الكتاب، و كأن تسمية اللَّه له بمحمد زيادة في جلالة قدره و تنبيها على مزيد شرفه، لأن اسمه (عليه السلام) مشتق من اسم اللَّه تعالى، كما مدحه به عمه أبو طالب بقوله:
و شق له من اسمه ليجله* * * فذو العرش محمود و هذا محمد
و لما جمع اللَّه تعالى بين ذكر محمد و إبراهيم (عليهما السلام)، سمي خليله باسمه و كنّي حبيبه محمدا بالنّبوّة فقال تعالى: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا[7]، فأبان سبحانه بذلك عن شرف مقدار محمد (صلى اللَّه عليه و سلم) و علو رتبته عنده، ثم قدمه اللَّه عز و جل في الذكر على من تقدمه في البعث، قال تعالى: إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَ النَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ ...[8]، إلى قوله: وَ آتَيْنا داوُدَ زَبُوراً[9]، و قال تعالى: وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ[10] الآية،
و قد روى من طرق عن سعيد بن بشير، حدثنا قتادة عن الحسن عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) في قوله تعالى: وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ[11]، قال: كنت أول النبيين في الخلق و آخرهم في البعث،
فانظر كيف خاطب اللَّه سبحانه محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم) بالنّبوّة و الرسالة، و لم يخاطب غيره من الأنبياء إلا باسمه، إلا أن يكون محمدا (صلى اللَّه عليه و سلم) في جملتهم فيشركهم معه