responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 2  صفحه : 7

فقتل بنو سليم من كان في أيديهم، و كانوا قريبا من ثلاثين رجلا. و أما المهاجرون و الأنصار فأرسلوا أسراهم و قالوا: اذهبوا حيث شئتم! فغضب خالد على من أرسل أسيره. فقال له أبو أسيد السّاعديّ: اتّق اللَّه يا خالد! ما كنا لنقتل قوما مسلمين! قال: و ما يدريك؟ قال: تسمع إقرارهم بالإسلام، و هذه المساجد بساحتهم!

فلما قدم خالد على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) عاب [1] عبد الرحمن بن عوف عليه ما صنع، فتلاحيا، و أعانه عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه و أعرض رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) عنه و قال له- و قد بلغه ما صنع بعبد الرحمن بن عوف-: يا خالد! ذروا لي أصحابي! متى ينكأ أنف المرء يبجع [2]! لو كان أحد ذهبا تنفقه قيراطا قيراطا في سبيل اللَّه لم تدرك غدوة أو روحة من غدوات أو روحات عبد الرحمن بن عوف! و رفع (صلى اللَّه عليه و سلم) يديه حتى رئي بياض إبطيه، و هو يقول: اللَّهمّ إني أبرأ إليك مما صنع خالد!!

بعثة عليّ بالديات إلى بني جذيمة

وبعث عليا رضي اللَّه عنه إلى بني جذيمة بمال فودى لهم ما أصاب خالد، و دفع إليهم مالهم، فبقيت لهم بقية مال، فبعث عليّ أبا رافع إلى النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) ليستزيده فزاده مالا، فودى لهم كلّ ما أصاب [خالد]، حتى إنه ليدي لهم ميلغة [3] الكلب و بقي مع عليّ شي‌ء من المال. فقال: هذه البقية من هذا المال لكم عن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) مما أصاب خالد، مما لا يعلمه و لا تعلمونه. فأعطاهم ذلك و عاد فأخبر النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) بما صنع فقال: أصبت! ما أمرت خالدا بالقتال، إنما أمرته بالدعاء! ثم أقبل على خالد رضي اللَّه عنه و قال: لا تسبوا خالدا ابن الوليد، فإنما هو سيف من سيوف اللَّه سله على المشركين.

فتح مكة

و قد اختلف في فتح مكة، فقال الأوزاعيّ و مالك و أبو حنيفة: إنّها فتحت عنوة ثم أمّن أهلها. و قال مجاهد و الشافعيّ: فتحت صلحا بأمان عقده. و قيل:


[1] في (خ) «غاب».

[2] كذا في (ط)، و في (خ) «متى يتكأ أنف المرء و ينكا» و لم أجد هذا المثل في (مجمع الأمثال للميداني) و لا في جمهرة الأمثال للعسكريّ)، و لا في كتاب (الأمثال في الحديث النبوي) لأبي الشيخ الأصبهاني. و نكأ القرحة: نشرها.

[3] في (خ) «مبلغة».

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 2  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست