نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 65
و أما شهادة الأساقفة للمصطفى (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بأنه النبي الّذي كانوا ينتظرونه و امتناع من أراد ملاعنته من ذلك
فقال يونس عن إسحاق: وفد على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) وفد نصارى نجران بالمدينة، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال: لما قدم وفد نجران على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) دخلوا عليه مسجده بعد العصر فحانت صلاتهم، فقاموا يصلون في مسجده، فأراد الناس منعهم، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): دعوهم، فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم.
حدثني بريدة بن سفيان، عن ابن السلماني، عن كرز بن علقمة قال: قد قدم على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) وفد نصارى نجران [1] ستون راكبا، منهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم، و [في الأربعة عشر] منهم [ثلاثة] نفر إليهم يؤول أمرهم: العاقب، أمير القوم و ذو رأيهم، و صاحب مشورتهم، و الذين لا يصدرون إلا عن رأيه و أمره و اسمه عبد المسيح و السيد لهم، ثمالهم [2] و صاحب رحلهم و مجتمعهم، و اسمه الأيهم، و أبو حارثة بن علقمة، أحد بني بكر بن وائل، أسقفهم و حبرهم و إمامهم، و صاحب مدراسهم [3].
و كان أبو حارثة قد شرف فيهم، و درس كتبهم، حتى حسن عمله في دينهم، و كانت ملوك الروم من أهل النصرانية قد شرفوه، و مولوه، و أخدموه، و بنوا له الكنائس، و بسطوا عليه الكرامات، لما يبلغهم عنه من عمله و اجتهاده في دينهم.
فلما رجعوا [4] إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من نجران جلس أبو حارثة على بغله له موجها إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و إلى جنبه أخ له يقال له: كرز بن علقمة حتى إذا
[1] نجران: عرفت بنجران بن زيد بن يشجب بن يعرب بن قحطان، و أما أهلها فهم: بنو الحارث ابن كعب من مذحج.
[2] ثمال القوم: من يرجعون إليه و يقوم بأمرهم، و قد قيل في النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم):
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
[3] المدارس: المكان الّذي يدرسون فيه كتبهم، كذلك من يدرس لهم.