نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 50
الحصن، و كان على حسان قباء ديباج مخوّص بالذهب، فاستلبه خالد فبعث به إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مع عمرو بن أمية الضمريّ حين قدم عليهم فأخبرهم بأخذهم أكيدر.
قال أنس بن مالك و جابر بن عبد اللَّه- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنهما-: رأينا قباء حسان أخي أكيدر حين قدم به إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فجعل المسلمون يتلمسونه بأيديهم و يتعجبون منه، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): تعجبون من هذا؟ و الّذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا.
و قد كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال لخالد بن الوليد: إن ظفرت بأكيدر فلا تقتله، و ائت به إليّ فإن أبي فاقتلوه، فطاوعهم. فقال بجير بن بجرة من طيِّئ، يذكر قول النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لخالد: إنك تجده يصيد البقر و ما صنع البقر تلك الليلة بباب الحصن تصديق قول رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال شعرا.
و قال خالد لأكيدر: هل لك أن أجيرك من القتل حتى آتى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على أن تفتح لي دومة؟ قال: نعم، ذلك لك، فلما صالح خالد أكيدر، و أكيدر في وثاقه انطلق به خالد حتى أدناه من باب الحصن و نادى أكيدر أهله: افتحوا باب الحصن فأرادوا ذلك فأبى عليهم أخو أكيدر، فقال أكيدر لخالد: تعلم و اللَّه لا يفتحون لي ما رأوني في وثاقك، فخل عني فلك اللَّه و الأمانة أن أفتح لك باب الحصن إن أنت صالحتني على أهله، قال خالد: فإنّي أصالحك، فقال أكيدر: إن شئت حكمتك، و إن شئت حكمتني، قال خالد: بل نقبل منك ما أعطيت فصالحه على ألفي بعير، و ثماني مائة رأس و أربعمائة درع، و أربعمائة رمح، على أن ينطلق به و أخيه إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فيحكم فيهما حكمه.
فلما قاضاه خالد على ذلك خلى سبيله ففتح الحصن فدخل خالد و أوثق مضادا أخا أكيدر، و أخذ ما صالح عليه من الإبل و الرقيق و السلاح، ثم خرج قافلا إلى المدينة و معه أكيدر، فلما قدم بأكيدر على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) صالحه على
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 50