نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 23
[قال الواقدي] [1] حدثني كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- قال: لما مضت خمس عشرة ليلة من حصارهم استشار رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) نوفل بن معاوية الديليّ فقال: يا نوفل ما [تقول أو] ترى؟ فقال: يا رسول اللَّه ثعلب في جحر، إن أقمت عليه أخذته، و إن تركته لم يضرك شيء، قال أبو هريرة- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه-: و لم يؤذن لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في فتحها.
قال و أمر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عمر فأذن في الناس بالرحيل، فجعل الناس يضجون من ذلك، قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): فاغدوا على القتال، فغدوا، فأصابت المسلمين جراحات، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): إنا قافلون إن شاء اللَّه، فسروا بذلك و أذعنوا [2]، و جعلوا يرحلون، و رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يضحك، فلما استقل الناس لوجههم نادى سعد بن عبيد بن أسيد بن عمرو بن علاج الثقفي قال: ألا إن الحي مقيم.
قال: يقول عيينة بن حصن: أجل و اللَّه مجدة كرام، فقال له عمرو بن العاص- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه-: قاتلك اللَّه، تمدح قوما مشركين بالامتناع من رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و قد جئت تنصره؟ فقال: إني و اللَّه ما جئت معكم أقاتل ثقيفا، و لكن أردت أن يفتح محمد الطائف، فأصيب جارية من ثقيف فأطأها لعلها تلد لي رجلا، فإن ثقيفا قوم مباركون.
قال: فأخبر عمر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بمقالته فتبسم (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، ثم قال: هذا الأحمق [3] المطاع، و قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لأصحابه حين أرادوا أن يرتحلوا:
قولوا: لا إله إلا اللَّه وحده، صدق وعده، و نصر عبده، و هزم الأحزاب وحده، فلما ارتحلوا و استقلوا قال: قولوا آئبون إن شاء اللَّه تائبون، عابدون