و خرّج البخاري من حديث إسماعيل، عن قيس، عن خبّاب بن الأرتّ قال: شكونا إلى النبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو اللَّه لنا؟ قال: كان الرجل في من قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق بأثنين و ما يصده عن دينه، و يمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب ما يصده ذلك عن دينه، و اللَّه ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا اللَّه و الذئب على غنمه، و لكنكم تستعجلون. ذكره في باب علامات النبوة في الإسلام [3].
و خرجه في كتاب مناقب الأنصار [4] من طريق بيان و إسماعيل قالا: سمعنا قيسا يقول: سمعت خبّابا يقول: أتيت النبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو متوسد بردة و هو في ظل الكعبة- و قد لقينا من المشركين شدة- فقلت: يا رسول اللَّه ألا تدعو اللَّه لنا؟
فقعد و هو محمر وجهه فقال: لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم و عصب ما يصرفه ذلك عن دينه، و يوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنتين ما يصرفه ذلك عن دينه. و ليتمنّ اللَّه هذا الأمر حتى يسير
[3] (فتح الباري): 6/ 768، كتاب المناقب، باب (25) علامات النبوة في الإسلام، حديث رقم (3612).
[4] (المرجع السابق): 7/ 209، كتاب مناقب الأنصار، باب (29) ما لقي النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أصحابه من المشركين بمكة، حديث رقم (3852)، و في (الأصل): «و خرجه في أول المبعث).
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 177