نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 14 صفحه : 164
قال أبو زيد: أما الهدي: فهي البدن، كانت تهدى إلى البيت فيعلق في أعناقها النعال و عليها جلالها فتمر بالمشركين و هم يأكلون الميتة و الجلد، و لقد و اللَّه لهذا هو أخبث ما أكل الناس، كان يبلغ بهم الجوع أن يحلقوا أوبار الإبل فيجمعونها بالدم، فيأكلونه، و كانوا لا يعرضون للبدن تعظيما لها، و أما القلائد فكان الرجل إذا توجه إلى مكة حاجا جعل في عنقه قلائد من لحاء السمر [1] أو من شعر أسود فيمر بالكفار، فلا يعرضون له و إن كانوا يطلبونه بدم، فيقولون: هذا يريد بيت اللَّه، و إذا صدر من مكة راجعا جعل في عنقه قلادة من إذخر [2] مكة، فقالوا: شجر الحرم في عنقه، إياكم و إياه و أما آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ فهو من كان توجه يريد مكة يبتغون فضلا من ربهم و رضوانا.
قال أبو بكر حدثنا محمد بن بلال بن أبي بردة- و هو أمير البصرة يومئذ: فأرسل إلى الحسن في الليل فأتيته فقال: أ رأيت قوله: يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَ رِضْواناً الفضل و الرضوان؟ قلت: الفضل: التجارة، و الرضوان: الأجر. قال: الكفار يدرون ما الأجر و يريدونه؟ قلت: نعم، قد كانوا يعتقون الرقاب و يصلون الأرحام و يحجون، و أنشد أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في كتاب الكامل. فأنشدني.
قوله: أن النشد يعني فرس أو ناقة، و قوله: قد لفها الليل بسواق حطم فهو الّذي لا يبقى من السير شيئا و يقال: رجل حطم للذي يأتي شيئا على الزاد لشدة أكله، يقال للنار التي لا تبقى حطمة! و قوله: على ظهر و ضم، الوضم: كل ما قطع اللحم. [عليه].