responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 165

و أما ظهور صدقة (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في إخباره بغلبة الروم و فارس بعد ما غلبت منها

فقال اللَّه- تعالى-: الم* غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ‌ [1].

اعلم أن عامة القرآن على ضم الغين من قوله: غُلِبَتِ الرُّومُ‌ بمعنى أن فارس غلبت الروم، و روى عن ابن عمر و أبي سعيد الخدريّ و عليّ بن أبي طالب و معاوية بن قرة أنهم قرءوا: غُلِبَتِ الرُّومُ‌ بفتح الغين اللام.

يا قالوا: أبا عبد الرحمن على أي شي‌ء غلبوا؟ قال: على ريف الشام، قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: و الصواب الّذي لا يجوز غيره‌ الم* غُلِبَتِ‌ بضم الغين لإجماع الحجة من القراءة عليه، قال: و تأويل الكلام غلبت فارس و الروم في أدنى الأرض، و من أرض الشام إلى فارس، و هم من بعد غلبهم، يقول و الروم من بعد غلبة فارس إياهم‌ سَيَغْلِبُونَ‌ فارس‌ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ‌ غلبهم، و من بعد غلبهم إياهم، يقضي في خلقه ما يشاء، و يحكم ما يريد، و يظهر من يشاء منهم على من أحب إظهاره عليه‌ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ‌ يقول: و يوم يغلب الروم فارس يفرح المؤمنون باللَّه و رسوله بنصر اللَّه إياهم على المشركين، و نصرة الروم على فارس، يَنْصُرُ اللَّه- تعالى [ذكره [2]]- مَنْ يَشاءُ من خلقه على، من يشاء، و هو نصره المؤمنين على المشركين ببدر وَ هُوَ الْعَزِيزُ يقول: و اللَّه الشديد في انتقامه من أعدائه لا يمنعه من ذلك مانع، و لا يحول بينه و بينه حائل الرحيم بمن تاب من خلقه، و راجع طاعته أن يعذبه. انتهى [3].

و في قوله تعالي: أَدْنَى الْأَرْضِ‌، قراءات، إحداها: أداني بألف بعد دال مفتوحة، و بمعنى أقرب الأرض، و فيها قولان، أحدهما: في أداني أرض فارس، حكاه النقاش، و الثاني، في أداني أرض الروم، قاله الجمهور،


[1] الروم: 1- 5.

[2] زيادة للسياق من (تفسير الطبراني).

[3] (المرجع السابق).

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست