responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 12

[العزى‌] انتهى إليها فهدمها، ثم رجع إلى النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال: هدمت العزى؟ قال:

نعم يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): هل رأيت شيئا؟ قال: لا، قال:

فإنك لم تهدمها، فارجع إليها فاهدمها، فرجع خالد و هو متغيظ، فلما انتهى إليها جرد سيفه، فخرجت امرأة سوداء عريانة ناشرة الرأس، فجعل السادن يصيح بها، قال خالد: و أخذني اقشعرار في ظهري، فجعل يصيح:

أيا عزّ شدى شدة لا تكذّبي* * * على خالد ألقى القناع و شمّري‌

أيا عزّ إن لم تقتلي المرء خالدا* * * فبوئي بذنب عاجل أو تنصري‌

يا عزّ كفرانك لا سبحانك* * * إني وجدت اللَّه قد أهانك‌

قال: و أقبل خالد بالسيف و هو يقول:

كفرانك لا سبحانك* * * إني وجدت اللَّه قل أهانك‌

فضربها بالسيف فجزلها باثنتين، ثم رجع إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فأخبره، فقال (صلّى اللَّه عليه و سلّم): نعم تلك العزّى و قد يئست أن تعبد ببلادكم أبدا، ثم قال خالد: أي رسول اللَّه، الحمد للَّه الّذي أكرمنا بك و أنقذنا من الهلكة، و لقد كنت أرى أبي يأتي العزى بحترة [1] مائة من الإبل و الغنم، فيذبحها للعزى و يقيم عندها ثلاثا، ثم ينصرف إلينا مسرورا، فنظرت إلى ما مات عليه أبي، ذلك الرأي الّذي كان يعاش في فضله، كيف خدع حتى صار يذبح لحجر لا يسمع و لا يبصر، و لا يضر و لا ينفع؟ فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): إن هذا الأمر إلى اللَّه فمن يسره للهدى تيسّر و من يسره للضلالة كان فيها.

و كان هدمها لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان، و كان سادنها أفلح ابن النضر الشيبانيّ من بني سليم، فلما حضرته الوفاة دخل عليه و هو حزين، فقال له أبو لهب: ما لي أراك حزينا؟ قال: أخاف أن تضيع العزى من بعدي، قال له أبو لهب: لا تحزن، فأنا أقوم عليها بعدك، فجعل كل من لقي قال: إن تظهر العزى كنت قد اتخدت يدا عندها بقيامي عليها، و إن يظهر محمد على العزى- و لا أراه يظهر- يا ابن أخي، فأنزل اللَّه- تعالى-:

تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ‌ و يقال: إنه قال هذا في اللات.


[1] الحترة بكسر الحاء: العطية اليسيرة.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 14  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست