نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 13 صفحه : 92
قاعدا على وطئ فهو متكئ، و معناه لا آكل أكل من يريد الاستكثار من الطعام و يقعد له متكئا بل أقعد مستوفزا [1]، و آكل قليلا، فيكون الاتكاء على هذا التفسير التربع، و رجحه جماعة لما فيه من التجبّر و التعاظم، و أنكر ابن الجوزي هذا التفسير، و قال: المراد به المائل على جنب، فيكون الاتكاء على هذا التفسير الاضطجاع، و هو المتبادر إلى أفهام كثيرين، لما قد يحصل به من الأذى كما نهى عن الشرب قائما.
و قال القاضي عياض [2]: و ليس هو الميل على شق عند المحققين، و اختيار ما فسره الخطابي و إليه ذهب ابن دحية أيضا فقال: الاتكاء في اللغة هو التمكن في الأكل.
الرابعة: تعليم الشّعر
قال اللَّه تعالى: وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَ ما يَنْبَغِي لَهُ[3] يقول- تعالى-: و ما علمنا محمدا الشعر و ما ينبغي له أن يكون شاعرا، فجعل اللَّه- تعالى- ذلك علما من أعلام نبوة محمد (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لئلا تدخل الشبهة على من أرسل إليهم، فيظن به أنه قوي على القرآن بما في طبعه من القوة على الشعر.
قال سعيد: عن قتادة، قيل لعائشة- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنها- هل كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه غير أنه كان يتمثل بيت أخي بني قيس فيجعل آخره أوله، و أوله آخره،
فقال أبو بكر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- إنه ليس هكذا، فقال نبي اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إني و اللَّه ما أنا بشاعر و لا ينبغي لي.
[1] (معالم السنن): 4/ 141، شرح الحديث رقم (3769) باب ما جاء في الأكل متكئا من (سنن أبي داود).
[2] (الشفا): 1/ 51، فصل و أما ما تدعو ضرورة الحياة إليه مما فصلناه ... إلخ.