نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 13 صفحه : 70
أحدها: من اختارت من أزواج النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الحياة الدنيا هل كان يحصل الفراق بنفس الاختيار؟
و فيه وجهان لأصحابنا: أحدهما: يحصل، كما لو خير غيره زوجته، و نوى تفويض الطلاق إليها، فاختارت نفسها، و أصحهما: لا يحصل، لقوله- تعالى-: فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَ أُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا[1] و لو حصل الفراق باختيارها لما كان للتسريج معنى، لأنه تخيير بين الدنيا و الآخرة، فلا يحصل الفراق باختيار الدنيا، كما لو خير واحد من الأمة زوجته فاختارت الفراق.
و في السراح الجميل تأويلات: أحدها: أن تطلق دون الثلاث، و الثاني:
أن يوفي فيه المهر و المتعة، و الثالث: أنه الصريح من الطلاق دون الكناية، و الرابع: حكاه ابن القشيري في (تفسيره)، و هو أن يكون في مستقبل العدة في طهر لم يجامع فيه.
قال الماوردي: هل كان التخيير بين الدنيا و الآخرة؟ أو بين الطلاق و المقام؟ فيه قولان للعلماء، أشبههما بقول الشافعيّ الثاني، ثم قال: إنه الصحيح، فعلى الأول لا شيء حتى تطلق، و على الثاني فيه وجهان: أحدهما:
أن تخييره كتخيير غيره، يرجع فيه إلى نيته و نيتها، و ثانيها: أنه صريح في الطلاق لخروجه مخرج التغليظ.
و عن أبي عباس الروياني حكاية وجهين، في أن قولها: اخترت نفسي، هل يكون صريحا في الطلاق؟ حكاهما الرافعي عنه، و الظاهر أنه ما حكاه الماوردي، فإن قلنا: تحصل الفرقة بالاختيار أو بوقوع الطلاق فطلقها دون الثلاث، ففي كونه رجعيا كما في حق غيره، أو بائنا تغليظا، لأن اللَّه- تعالى- غلظ عليه في التخيير، فيغلظ عليه الطلاق، وجهان: أحدهما: لا يكون السراح جميلا، و ثانيهما: نعم لاختيارها الدنيا على الآخرة، فلم تكن من