نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 13 صفحه : 384
و أما تصديق اللَّه تعالى رسوله (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عثمان بن أبي طلحة أنه يأخذ مفتاح الكعبة و يضعه حيث شاء
فقال الواقدي في (مغازيه) [1]ثم نزل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) [يعني من الكعبة يوم فتح مكة [2]] و معه المفتاح ناحية من المسجد فجلس، و كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قد قبض السقاية من العباس و قبض المفتاح من عثمان، فلما جلس قال: ادعوا لي عثمان فدعى له عثمان بن أبي طلحة، و كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال: لعثمان يوما [بمكة] و هو يدعوه إلى الإسلام و مع عثمان المفتاح، [فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم):] لعلك سترى هذا المفتاح [يوما] بيدي أضعه حيث شئت، فقال عثمان:
لقد هلكت إذا قريش و ذلت، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): بل عمرت و عزّت يومئذ، فلما دعاني [رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)] بعد أخذه المفتاح (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ذكرت [من] قوله ما كان قال.
فأقبلت، فاستقبلته (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ببشر، و استقبلني [عليه الصلاة و السلام] ببشر، ثم قال: خذوها يا بني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها [منكم] إلا ظالم، يا عثمان إن اللَّه- تعالى- استأمنكم على بيته فكلوا بالمعروف.
قال عثمان: فلما وليت ناداني فرجعت إليه، فقال: أ لم يكن الّذي قلت لك؟ قال: فذكرت قوله لي بمكة فقلت: بلى، أشهد أنك رسول اللَّه، فأعطاه المفتاح، و النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مضطبع [3] بثوبه و قال: أعينوه، و قال: قم على الباب و كل بالمعروف.