نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 13 صفحه : 328
و أما طول عمر أبي اليسر بدعاء رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)
فقال الواقدي [1]: و كان أبو اليسر يحدث أنهم حاصروا حصن الصعب بن معاذ ثلاثة أيام، و كان حصنا منيعا، و أقبلت غنم لرجل من اليهود ترتع وراء حصنهم، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): من رجل يطعمنا من هذه الغنم؟ فقلت: أنا يا رسول اللَّه، فخرجت أسعى مثل الظبي فلما نظر إليّ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) موليا قال:
اللَّهمّ متعنا به،
فأدركت الغنم و قد دخل أولها الحصن فأخذت شاتين من آخرها فاحتضنتهما تحت يدي، ثم أقبلت أعدو كأن ليس معي شيء حتى أتيت بهما رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أمر بهما فذبحتا، ثم قسمهما فما بقي أحد من أهل العسكر الذين هم معه محاصرين الحصن إلا أكل منها، فقيل لأبي اليسر: و كم كانوا؟ قال:
كانوا عددا كبيرا، فيقال: أين بقية الناس؟ فيقول: بالرجيع في العسكر، فسمع أبو اليسر- و هو شيخ كبير- و هي يبكي في شيء غاظه من بعض ولده فقال:
لعمري بقيت بعد أصحابي و متعوا بي، و ما أمتّع بهم،
لقول رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم):
اللَّهمّ متعنا به،
فبقي فكان من آخرهم.
قال المؤلف- (رحمه اللَّه)- أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمر بن غزية بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي شهد العقبة و بدرا و هو الّذي أسر العباس بن عبد المطلب- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- يوم بدر مات سنة خمس و خمسين بالمدينة [2].