نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 13 صفحه : 267
و أما ظهور صدق الرسول (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في إخباره أن قزمان في النار
فقال الواقدي [1]: و كان قزمان من المنافقين، و كان قد تخلف عن أحد، فلما أصبح عيره نساء بنى ظفر فقلن: يا قزمان، قد خرج الرجال و بقيت! يا قزمان، ألا تستحي مما صنعت؟ ما أنت إلى إلا امرأة، خرج قومك فبقيت في الدار! فأحفظته، فدخل بيته فأخرج قوسه و جعبته و سيفه- و كان يعرف بالشجاعة- فخرج يعدو حتى انتهى إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو يسوي صفوف المسلمين، فجاء من خلف الصفوف حتى انتهى الصف الأول فكان فيه، و كان أول من رمى بسهم من المسلمين، فجعل يرسل نبلا كأنها الرماح، و إنه ليكت كتيت الجمل، ثم صار إلى السيف ففعل الأفاعيل، حتى إذا كان آخر ذلك قتل نفسه، و
كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إذا ذكره قال: من أهل النار،
فلما انكشف المسلمون كسر جفن سيفه و جعل يقول: الموت أحسن من الفرار! يا آل أوس، قاتلوا على الأحساب و اصنعوا مثل ما اصنع! قال: فيدخل بالسيف وسط المشركين حتى يقال: قد قتل، ثم يطلع و يقول: أنا الغلام الظفري! حتى قتل منهم سبعة، و أصابته الجراحة و كثرت به فوقع، فمر به قتادة بن النعمان فقال:
أبا الغيداق! قال له قزمان: يا لبيك! قال: هنيئا لك الشهادة! قال قزمان: إني و اللَّه ما قاتلت يا أبا عمرو على دين، ما قاتلت إلا على الحفاظ، أن قريش إلينا حتى تطأ سعفنا،
فذكر للنّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلّم) جراحته فقال: من أهل النار،
فأندبته الجراحة، فقتل نفسه،
فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): إن اللَّه يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.
و قال الواقدي [2] في موضع آخر: و كان قزمان عديدا في بني ظفر لا يدري ممن هو، و كان لهم حائطا محبا، و كان مقلا لا ولد له و لا زوجة، و كان شجاعا يعرف بذلك في حروبهم، تلك التي كانت تكون بينهم، فشهد أحدا فقاتل