نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 13 صفحه : 182
شيمته [1]، فمن جمع هذه الخصال على غاية مراتب الكمال أحق بالحب، و أولى بالميل [2].
المسألة الثالثة عشر: أنه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لا ينقض وضوؤه بالنوم بخلاف غيره
و دليله ما خرّجه البخاريّ من حديث سفيان، عن عمرو قال: أخبرنى كريب، عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- أن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) نام حتى نفخ، ثم صلى، و ربما قال: اضطجع حتى نفخ، ثم قام فصلى، ثم حدثنا به سفيان مرة بعد مرة، عن معمر، عن كريب، عن ابن عباس قال: بتّ عند خالتي ميمونة ليلة، فقام النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من الليل، فلما كان في بعض الليل قام رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فتوضأ من شنّ معلقة وضوءا خفيفا يخففه عمرو، و يقلله، و قام يصلي، فتوضأت نحوا مما توضأ، ثم جئت، فقمت عن يساره، و ربما قال سفيان: عن شماله، فحولني فجعلني عن يمينه، ثم صلى ما شاء اللَّه، ثم اضطجع، فنام حتى نفخ، ثم أتاه المنادي، فآذنه بالصلاة، فقام معه إلى الصلاة، فصلى و لم يتوضأ، قلنا لعمرو: إنّ أناسا يقولون: إن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) تنام عينيه، و لا ينام قلبه، قال عمرو: سمعت عبيد بن عمير يقول: رؤيا الأنبياء وحي، ثم قرأ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ[3].
[2] (الشفا): 2/ 24- 25، فصل في معنى المحبة للنّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و حقيقتها، ثم قال: و قد قال عليّ- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- في صفته (صلّى اللَّه عليه و سلّم): من رآه بديهة هابه، و من خالطه معرفة أحبه، و ذكرنا عن بعض الصحابة أنه كان لا يصرف بصره عنه محبة فيه (صلّى اللَّه عليه و سلّم).