نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 12 صفحه : 204
بعثوا حكمين فضلا و أضلّا، و أن هذه الأمة ستختلف، فلا يزال اختلافهم بينهم حتى يبعثوا حكمين، فضلّا و ضلّ من اتبعهما [1].
و في (كتاب صفين)، حدثنا عبد الرحمن المسعودي عن صفوان بن موسى البارقي عن سويد بن غفلة، قال: كنت أساير أبا موسى الأشعري على شاطئ الفرات فقال: يا سويد حدثني، فقلت: أحدثك و أنت صاحب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)؟ فقال: سمعت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يقول: إن الفتن لم تزل ببني إسرائيل تخفضهم و ترفعهم، حتى حكموا حكمين ضلا و ضل من اتبعهما، و إن الفتن لم تزل بهذه الأمة تخفضهم و ترفعهم، حتى يحكما حكمين يضلان و يضل من تبعهما،
قال سويد بن غفلة: فقلت: يا أبا موسى فلعل أحدهما، قال: فأخذ بأسفل ثوبه ثم قال: اللَّهمّ يوم يكون أبو موسي ذلك فلا تجعل له في السماء مصعدا و لا في الأرض مهبطا، فقال سويد: فما مات حتى رأيته أحدهما [2].
[1] و عن البيهقي نقله الحافظ ابن كثير في (البداية و النهاية): 6/ 240- 241 و قال: هكذا أورده و لم يبين شيئا من أمره، و هو حديث منكر جدا، و آفته من زكريا بن يحيى هذا، و هو الكندي الحميري الأعمى. قال ابن معين: ليس بشيء.
و الحكمان كانا من خيار الصحابة و هما عمرو بن العاص السهمي، من جهة أهل الشام، و الثاني أبو موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعري، من جهة أهل العراق، و إنما نصبا ليصلحا بين الناس و يتفقا على أمر فيه رفق بالمسلمين، و حقن لدمائهم، و كذلك وقع، و لم يضل بسببها إلا فرقة الخوارج من حديث أنكروا على الأميرين التحكيم، و خرجوا عليهما و كفروهما. حتى قاتلهم علي بن أبي طالب، و ناظرهم ابن عباس، فرجع منهم شرذمة إلى الحق، و استمر بقيتهم حتى قتل أكثرهم بالنهروان و غيره من المواقف المرذولة عليهم.