نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 12 صفحه : 102
و أما استجابة اللَّه تعالى دعاء رسوله محمد (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على قريش حين تظاهروا عليه بمكة حتى أمكنه اللَّه منهم و قتلهم يوم بدر بسيوف اللَّه
فخرج مسلم [1] من حديث زكريا، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأزدي، عن ابن مسعود رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه قال: بينما رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) [يصلى] [2] عند البيت و أبو جهل و أصحاب له جلوس، و قد نحرت جزور بالأمس، فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلا [3] جزور بنى فلان، فيأخذه، فيضعه في بين كتفي محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم، فأخذه، فلما سجد النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) وضعه بين كتفيه! قال: فاستضحكوا و جعل بعضهم يميل على بعض و أنا قائم، أنظر و لو كان لي منعة طرحته على ظهر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان، فأخبر فاطمة رضي اللَّه تبارك و تعالى عنها، فجاءت و هي جويرية، فطرحته عنه، ثم أقبلت عليهم تسبهم.
فلما قضى النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) صلاته رفع صوته، ثم دعا عليهم، و كان إذا دعا، دعا ثلاثا، و إذا سأل سأل ثلاثا، ثم قال: اللَّهمّ عليك بقريش ثلاث مرات، فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك، و خافوا دعوته، ثم قال: اللَّهمّ عليك بأبي جهل بن هشام، و عتبة بن ربيعة، و شيبة بن ربيعة، و الوليد بن عقبة، و أمية بن خلف، و عقبة بن أبي معيط.
و ذكر السابع [4]، و لم أحفظه، فو الّذي بعث محمدا بالحق، لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر.
[1] (مسلم بشرح النووي): 12/ 393- 394، كتاب الجهاد و السير، باب (39) ما لقي النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من أذى المشركين و المنافقين، حديث رقم (107).