نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 11 صفحه : 330
بصري، فنفث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في عينيه فأبصر، قال: فرأيته يدخل الخيط في الإبرة و إنه لابن ثمانين، و إن عينيه لمبيضتان.
و أما رد الرسول (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عين قتادة [1] بعد ما سالت على خده فكان يقال له: ذو العين
فخرج البيهقي [2] من حديث يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن عاصم ابن عمر بن قتادة أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) رمى يوم أحد عن قوسه حتى اندقت سيتها [3]، فأخذها قتادة بن النعمان، فكانت عنده، و أصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته، فردها رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فكانت أحسن عينيه و أحدّهما.
و قال الواقدي في (مغازيه) [4]- و قد ذكر يوم أحد-: و أصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته.
قال قتادة بن النعمان: فجئت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فقلت: أي رسول اللَّه، إن تحتي امرأة شابة جميلة أحبها و تحبني، و أنا أخشى أن تقذر مكان عيني، فأخذها
[1] هو قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر الأمير المجاهد. أبو عمر الأنصاري الظفري البدري، من نجباء الصحابة، و هو أخو أبي سعيد الخدريّ لأمه، و هو الّذي وقعت عينه على خده يوم أحد، فأتى بها إلى النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فغمزها رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بيده الشريفة، فردها، فكانت أصح عينيه.
له أحاديث، و كان على مقدمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- لما سار إلى الشام، و كان من الرماة المعدودين. عاش خمسا و ستين سنة، و توفى في سنة ثلاث و عشرين بالمدينة، و نزل عمر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- يومئذ في قبره، (تهذيب سير الأعلام): 1/ 66- 67، ترجمة رقم (170).
[2] (دلائل البيهقي): 3/ 251- 253، باب ما ذكر في المغازي من وقوع عين قتادة بن النعمان على وجنته، و رد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عينه إلى مكانها و عودتها إلى حالها.